كأسارير الجبهة، وما غار من ظاهر الأجفان، وما تحت مارنه، وغير ذلك، اكتفاء بما تقدم في الوضوء.
• تأثير طهارة المأمومين على إمامهم:
اعلم أخي المصلي أن لحسن طهور المصلي أثر على إمامه وإساءته فيه وعدم إتقانه تلبيس على إمامه، فقد روى الإمام أحمد والنسائي (١) وغيرهما عن شبيب أبي روح عن رجل من أصحاب النبي ﷺ عن النبي ﷺ: أنه صلى صلاة الصبح فقرأ الروم فالتبس عليه فلما صلى قال: «ما بال أقوام يصلون معنا لا يحسنون الطهور فإنما يلبس علينا القرآن أولئك». فماذا نقول في أقوام نشأوا في بلاد الإسلام ووالله رأيناهم لا يحسنون الطهور فإنا لله وإنا إليه راجعون، بل إن منهم في هذا الزمان أسماء كبيرة في عالم الشهادات الدنيوية لا يعرفون الطهارة فضلا عن إحسانها، فإلى الله المشتكى من غربة الدين وذهاب حملته والعاملين به إلا ما قل وندر.
(ويغسل رجليه آخر ذلك) الغسل إذا لم يكن قد غسلهما أولا عند وضوئه. (يجمع ذلك) الغسل المذكور (فيهما)؛ أي: في الرجلين؛ أي: يحصل ذلك الغسل المذكور فيهما، لتمام غسله وإنما فعل ذلك لأجل تمام غسله الواجب، ولتمام وضوئه المستحب (إن كان أخر غسلهما) في الوضوء، لحديث ميمونة ﵂ المتقدم في صفة الغسل، وحينئذ يغسلهما بنية الوضوء والغسل، ومفهوم كلامه أنه لو قدم غسلهما عند فعل الوضوء لا يحتاج إلى إعادة غسلهما ويجزئه (٢).
• مس الذكر أثناء الغسل ينقض الوضوء:
(و) إذا توضأ الجنب بعد غسل ما بفرجه من الأذى بنية رفع الجنابة (يحذر)؛ أي: يتحفظ بعد ذلك أن يمس ذكره إنما نص المصنف على مس