يقول له يا رب ألك صاحبة وولد» (١). نسأل الله ألا يحرمنا من رؤيته يوم الدين.
• القرآن كلام الله جل وعلا:
• قال المصنف رحمه الله تعالى:
(وأن القرآن كلام الله، وليس بمخلوق فيبيد، ولا صفة لمخلوق فينفد).
الشرح
أي:(وأن القرآن) الكريم الذي هو بين أيدينا من فاتحة الكتاب إلى سورة الناس هو (كلام الله) لا كلام غيره، ولا هو عبارة عن كلامه، لأن الله قال: ﴿وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون﴾ [التوبة: ٦] فسماه كلامه، والمستجير لا يسمع كلام الله من الله سبحانه، وإنما يسمعه من مبلغه عن الله، (و) هو كلام منه سبحانه بدأ (ليس بمخلوق) كسائر مخلوقاته التي خلقها بأمره «كن»، لأنه فرق بين الأمر والخلق فقال: ﴿ألا له الخلق والأمر﴾ [الأعراف: ٥٤]، فدل على أن الأمر غير الخلق وكلامه سبحانه أمر (ف) لا (يبيد)؛ أي: يفنى، (ولا) هو (صفة لمخلوق) حادث (فينفد) بذهاب المخلوق وفنائه، قال تعالى: ﴿ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده، سبعة أبحر ما نفدت كلمت الله إن الله عزيز حكيم﴾ [لقمان: ٢٧].
فكلامه صفة من صفاته سبحانه وصفاته باقية، والآية تدل على فساد قول من قال: إن المسموع عبارة عن كلام الله وليس هو كلام الله، فإنه تعالى قال: ﴿حتى يسمع كلام الله﴾ ولم يقل حتى يسمع ما هو عبارة عن كلام الله، والأصل الحقيقة وقال النبي ﷺ:«ألا رجل يحملني إلى قومه لأبلغ كلام ربي، فإن قريشا منعوني أن أبلغ كلام ربي»(٢).
(١) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (٤/ ٢٧٩). (٢) أبو داود في «السنن» (٤/ ٣٢٤).