وإذا قرأت في صلاة الصبح أو غيرها من الصلوات المفروضات فـ (لا تستفتح) القراءة فيها ببسم الله الرحمن الرحيم مطلقا (لا في أم القرآن ولا في السورة التي بعدها) لا سرا ولا جهرا إماما كنت أو غيره، والنهي في كلامه للكراهة واستدل بحديث حميد الطويل عند مالك: عن أنس بن مالك أنه قال: قمت وراء أبي بكر وعمر وعثمان فكلهم كان لا يقرأ «بسم الله الرحمن الرحيم» إذا افتتحوا الصلاة (٢)، وبما صح أن عبد الله بن مغفل قال: سمعني أبي وأنا أقول بسم الله الرحمن الرحيم فقال: «يا بني إياك والحدث؛ أي: إياك وأن تحدث شيئا لم يكن عليه المصطفى ﷺ وأصحابه. قال عبد الله مغفل: ولم أر من أصحاب رسول الله ﷺ رجلا أبغض إليه حدثا في الإسلام منه أي لم أر رجلا موصوفا بأشدية بغضه للحدث منه؛ أي: من أبي؛ أي: بل أبي أشد الصحابة بغضا للحدث … . إلخ»(٣) وقال: حديث عبد الله بن مغفل حديث حسن، والحقيقة أن البسملة في الفاتحة من المسائل التي وقع فيها كلام كثير، ورجح كل فريق قوله بما ظهر له من الأدلة ذكرناها في أصل هذا المختصر فانظره إن شئت.
قال العلامة يحيى بن أحمد فال الشنقيطي:
الأفضل أن يبسمل المصلي … سرا بفرضه إذا يصلي
• التأمين عقب الفاتحة:
(فإذا قلت: ولا الضالين، فقل): على جهة الاستحباب (آمين) بالمد مع التخفيف اسم فعل أمر بمعنى استجب وفيها لغات جمعها ثعلب في الفصيح ونظمها ابن المرحل في نظمه للفصيح فقال:
(١) رواه أحمد (٦/ ٤٦٣)، والنسائي (١/ ٢/ ١٥٧). (٢) الموطأ (٢١٤)، المسالك (٢/ ٣٦٠ - ٣٦١). (٣) رواه الترمذي، باب: ما جاء في ترك الجهر ب (بسم الله الرحمن الرحيم)، وأبو داود (٧٨٢) بلفظ قريب.