للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن عبد الله بن أنيس قال سمعت النبي يقول: «يحشر الناس يوم القيامة - أو قال: العباد - عراة غرلا بهما» قال: قلنا: وما بهما؟ قال: «ليس معهم شيء، ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: أنا الملك، أنا الديان، ولا ينبغي لأحد من أهل النار، أن يدخل النار، وله عند أحد من أهل الجنة حق، حتى أقصه منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة، ولأحد من أهل النار عنده حق، حتى أقصه منه، حتى اللطمة «قال: قلنا: كيف وإنا إنما نأتي الله ﷿ عراة غرلا بهما؟ قال: «بالحسنات والسيئات»» (١).

ومن الثاني: ما جاء في «صحيح مسلم» من حديث العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله قال: «لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء» (٢).

• تطاير الصحف:

قال المصنف: (ويؤتون صحائفهم بأعمالهم فمن أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا ومن أوتي كتابه وراء ظهره فأولئك يصلون سعيرا).

الشرح

يختلف الناس في أخذ صحفهم يوم القيامة فأخذ بيمينه ومن أمامه، وآخذ بشماله ومن وراء ظهره، وعلى حسب الإعطاء تكون السعادة والشقاوة، والفوز والخسران والحزن والاطمئنان، فيا فوز من سعدت يمينه بأخذ كتابها، وستر ذنبها، وقربها من ربها، اللهم يمن كتابنا، ويسر حسابنا، وألهمنا صوابنا.


(١) أخرجه أحمد (١٦١٣٨)، والبخاري في «الأدب المفرد» (٩٧٠) قال: حدثنا موسى. وفي «خلق أفعال العباد» (٥٩)، وانظر: فتح الباري (٧/ ٣٧١) باب القصاص.
(٢) أخرجه مسلم (٢٥٨٢)، والبخاري في «الأدب المفرد» (١٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>