أن يتفقه على مذهب أهل بلده لوجود من هو أبصر منه فيه، ووفرة الكتب في مذهبه، وليحفظ من ذلك ما استطاع في صغره.
o ثناء العلماء على مذهب مالك:
يقول الإمام الذهبي رحمه الله تعالى:«شأن الطالب أن يدرس أولا مصنفا في الفقه، فإذا حفظه، بحثه، وطالع الشروح، فإن كان ذكيا،، فقيه النفس، ورأى حجج الأئمة، فليراقب الله وليحتط لدينه، فإن خير الدين الورع، ومن ترك الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، والمعصوم من عصمه الله .. إلى أن قال: وبكل حال فإلى فقه مالك المنتهى، فعامة آرائه مسددة، ولو لم يكن له إلا حسم مادة الحيل، ومراعاة المقاصد لكفاه .. »(١).
ومعنى ذلك إن صرت أهلا للاجتهاد وتوفرت فيك آلته فلك أن تأخذ بالدليل الأقوى، فمالك رحمه الله تعالى أو غيره من الأئمة لم يلزموا أحدا باتباعهم فيما لم يخالفهم فيه الصواب، ولا ادعو لأنفسهم العصمة رحمهم الله تعالى، ولكن إن كنت مبتدئا فاحذر التطاول كقول بعض المستسمنين ورما «هم رجال ونحن رجال» فنقول لك نعم:
خلق الله للحروب رجالا … ورجالا لقصعة وثريد
o العلماء الراسخون هم الذين يقدرون اختلاف العلماء:
لا خير أيها الإخوة والأخوات فيمن أتى لقوم على مذهب من هذه المذاهب السنية السديدة فشق عصاهم، وفرق جماعتهم، وسفه فقه أئمتهم فهو أحق بما رماهم به، ولو قرأ تراجمهم لاستحيا أن يفكر في تنقيصهم.
قال الإمام الحافظ الحجة أبو عمر يوسف بن عبد البر رحمه الله تعالى:«فكل قوم ينبغي لهم امتثال طريق سلفهم فيما سبق إليهم من الخير، وسلوك مناهجهم فيما احتملوا عليه من البر، وإن كان غيره مباحا مرغوبا فيه»(٢).
(١) السير (٨/ ٩٠)، وانظر كلام الشوكاني في: «أدب الطلب ومنتهى الأرب» (ص ١٣٦). (٢) فتح البر في الترتيب الفقهي لتمهيد ابن عبد البر المغراوي (المقدمة ص ٣٠).