للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وأنه) تعالى ، وتقدست أسماؤه، وتنزهت صفاته، (فوق عرشه المجيد) مستو استواء يليق بجلاله وذلك (بذاته)، قال ابن أبي زيد الله في كتابه «الجامع» عند كلامه على تكليم الله لموسى قال: وأن الله كلم موسى بذاته، وأسمعه كلامه، لا كلاما قام في غيره. اهـ (١)، ونقل ابن القيم عن المصنف من كلامه في «مختصر المدونة» قوله: «وأنه تعالى فوق عرشه بذاته فوق سبع سمواته دون أرضه» (٢).

[قال الأشعري في مقالات الإسلاميين]

وقال أهل السنة وأصحاب الحديث: ليس بجسم ولا يشبه الأشياء وأنه على العرش كما قال : ﴿الرحمن على العرش استوى﴾ [طه: ٥] ولا نقدم بين يدي الله في القول بل نقول استوى بلا كيف وأنه نور كما قال تعالى: ﴿الله نور السموات والأرض﴾ [النور: ٣٥] وأن له وجها كما قال الله: ﴿ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام﴾ [الرحمن: ٢٧] وأن له يدين كما قال: ﴿خلقت بيدي﴾ [ص: ٧٥] وأن له عينين كما قال: ﴿تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر﴾ [القمر: ١٤] وأنه يجيء يوم القيامة هو وملائكته كما قال: ﴿وجاء ربك والملك صفا صفا﴾ [الفجر: ٢٢] وأنه ينزل إلى السماء الدنيا كما جاء في الحديث ولم يقولوا شيئا إلا ما وجدوه في الكتاب أو جاءت به الرواية عن رسول الله ، وقالت المعتزلة أن الله استوى على عرشه بمعنى استولى (٣).

وهنا مسائل أولها: أن ورود الفوقية في كتاب الله تعالى وسنة نبيه وكلام السلف ثابتة، قال الله تعالى: ﴿يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون﴾ [النحل: ٥٠]، وقال: ﴿وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير﴾ [الأنعام: ١٨].


(١) كتاب الجامع لابن أبي زيد القيرواني (ص ١٤٠)، تحقيق: عبد المجيد تركي.
(٢) اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم (المتوفى: ٧٥١ هـ) (٢/ ١٥٦)، تحقيق: عواد عبد الله المعتق: مطابع الفرزدق التجارية، الرياض، الطبعة: الأولى، ١٤٠٨ هـ/ ١٩٨٨ م.
(٣) مقالات الإسلاميين للأشعري (٢١١)، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة الثالثة.

<<  <  ج: ص:  >  >>