فجئتها، وقد فقدت شاة من الغنم، فسألتها عنها فقالت: أكلها الذئب، فأسفت عليها، وكنت من بني آدم فلطمت وجهها وعلي رقبة أفأعتقها، فقال لها رسول الله ﷺ:«أين الله؟ فقالت: في السماء، فقال: «من أنا؟» فقالت: أنت رسول الله قال: «أعتقها»» (١)، وفي رواية:«أعتقها فإنها مؤمنة»» (٢).
ومما روي عن عثمان ﷺ أنه خطب في الناس الخطبة التي لم يخطب بعدها فقال:«الحمد لله الذي دنا في علوه، وناء في دنوه، لا يبلغ شيء مكانه، ولا يمتنع عليه شيء أراده»(٣).
وقال إمامنا مالك رحمه الله تعالى:«الله في السماء، وعلمه في كل مكان، لا يخلو منه مكان»(٤)؛، أي: علمه.
قال ابن جزي في التسهيل: ﴿استوى على العرش﴾ حيث وقع، حمله قوم على ظاهره منهم ابن أبي زيد وغيره، وتأوله قوم بمعنى قصد كقوله ثم استوى إلى السماء ولو كان كذلك لقال ثم استوى إلى العرش، وتأولها الأشعرية أن معنى استوى استولى بالملك والقدرة. قال: والحق الإيمان به من غير تكييف فإن السلامة في التسليم، والله در مالك بن أنس في قوله للذي سأله عن ذلك: الاستواء معلوم، والكيفية مجهولة، والسؤال عن هذا بدعة (٥).
(الكبير)؛ أي: المصرف عباده على ما يريده منهم من غير أن يروه، وقال الخطابي:«الكبير الموصوف بالجلال وكبر الشأن، فصغر دون جلاله كل كبير، ويقال: هو الذي كبر عن شبه المخلوقين»(٦) سبحانه، قال تعالى: ﴿حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير﴾ [سبأ: ٢٣].
(١) رواه مالك في الموطأ (١٤٦٨). (٢) مسلم (٥٣٧). (٣) المرجع السابق (٢٨). (٤) ترتيب المدارك لعياض (٢/ ٤٣)، إثبات صفة العلو لابن قدامة (٢٨). (٥) التسهيل لعلوم التنزيل (٣٥٦) في تفسيره لسورة الأعراف. (٦) الأسماء والصفات للبيهقي (١/ ١٠٠)، باب: جماع أبواب ذكر الأسماء التي تتبع نفي التشبيه عن الله.