واعتصموا بحبل الله ودينه، فإن أمروا بمعصية، أو ظهر منهم الكفر البواح فلا طاعة حينئذ، وتفسير المصنف رحمه الله تعالى لأولي الأمر بالعلماء والأمراء هو الحق الذي ذهب إليه السلف كما سيأتي بيانه، لأنه لا يتولى الإمامة الكبرى في الإسلام إلا عالم توفرت فيه شروط الإمامة التي سيأتي بيانها، والدليل من الكتاب والسنة على طاعة أولي الأمر قوله تعالى: ﴿ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا﴾ [النساء: ٥٩].
وعن رسول الله ﷺ قال:«السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره، ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة»(١).
وعن عبادة بن الصامت له قال:«بايعنا على السمع والطاعة، في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفرا بواحا، عندكم من الله فيه برهان»(٢).
وفي الحديث الآخر، عن أنس: أن رسول الله ﷺ قال: «اسمعوا وأطيعوا وإن أمر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة»(٣).
• وسائل تحقيق التكامل بين الراعي والرعية:
إن من أهم الوسائل التي تتكامل فيها الرعية مع الراعي هي: الشورى قال الله تعالى في وصف المؤمنين: ﴿وأمرهم شورى بينهم﴾ [الشورى: ٣٨]، ثم النصيحة: النصيحة تبذلها عامة الرعية لولاتهم، كما يبذلها الولاة للرعية؛ قال رسول الله ﷺ:«ما من أمير يلي أمر المسلمين، ثم لا يجهد لهم وينصح إلا لم يدخل معهم الجنة»(٤).
(١) صحيح البخاري (٧١٤٤)، وصحيح مسلم (١٨٣٩)، وسنن أبي داود (٢٦٢٦). (٢) صحيح البخاري برقم (٧١٩٩)، وصحيح مسلم برقم (١٧٠٩). (٣) رواه البخاري (٣). (٤) رواه البخاري في «الفتح» (١٣٥/ ١٣)، ومسلم «شرح النووي» (١٢/ ٢٩٧).