وفي نصح الرعية للراعي يقول الرسول ﷺ:«الدين النصيحة؛ قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم»(١)، قال ابن حجر ﵀:«والنصيحة لأئمة المسلمين: إعانتهم على ما حملوا القيام به، وتنبيههم عند الغفلة، وسد خلتهم عند الهفوة، وجمع الكلمة عليهم، ورد القلوب النافرة إليهم، ومن أعظم نصيحتهم دفعهم عن الظلم بالتي هي أحسن»(٢).
تم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وهو الأمر بما أرشد الشارع إليه من قول وفعل، والنهي عما حذر منه، وهو يهدف إلى نشر الخير وإذاعته، وإشاعته، والتضييق على المنكر وحصره، ومن ثم إزالته، وهو واجب يتكامل فيه الراعي والرعية لتحقيق الهدف المنشود من ذلك.
قال الله تعالى: ﴿والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر﴾ [التوبة: ٧١]. وقال تعالى: ﴿الذين إن مكنهم في الأرض أقاموا الصلاة وعاتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر﴾ [الحج: ٤١].
وقال الرسول ﷺ في أمر الرعية أمر ولاة أمورهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر:«ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون؛ فمن عرف برئ، ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع، قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: لا؛ ما صلوا»(٣).
وقد بوب النووي على هذا الحديث ونحوه «باب وجوب الإنكار على الأمراء فيما يخالف الشرع، وترك قتالهم ما صلوا ونحو ذلك»(٤). فالجميع يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر تكميلا للخير وتقليلا للشر في سعي دائب نحو هدف مشترك يسعى الجميع لتحقيقه، وينبغي أن تنظر الشروط المستحقة لولي الأمر (٥).
(١) أخرجه مسلم (١٢/ ٣٣٨) «شرح النووي». (٢) فتح الباري (٢/ ١٦٧). (٣) أخرجه مسلم (١٢/ ٣٣٨) «شرح النووي». (٤) شرح مسلم للنووي (١٢/ ٣٣٨). (٥) انظر: المناهل الزلالة للمؤلف (١/ ٣٨٤)، وانظر: كتاب الغياثي غياث الأمم في =