والفرج، وإنما صرح باللسان وإن كان داخلا فيها لأنه أعظمها آفة قيل: ما من صباح إلا والجوارح تشكو اللسان: ناشدناك الله إن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا.
فعن عبد الله بن عمرو ﵄ قال: قال النبي ﷺ: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، … »(١)، ولحديث أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال:« … والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل إني امرؤ صائم»(٢)، وغيرهما من النصوص الدالة على حفظ الجوارح واجتناب الفواحش.
وما أحسن ما قيل:
لا تجعلن رمضان شهر فكاهة … كيما تقضى بالقبيح فنونه!
واعلم بأنك لن تفوز بأجره … وتصومه حتى تكون تصونه!
(و) ينبغي للصائم أيضا أن (يعظم من شهر رمضان ما عظم الله) من زائدة المعنى، ويعظم شهر رمضان الذي عظمه الله ﷾ بقوله تعالى: ﴿شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن﴾ [البقرة: ١٨٥] الآية بقراءة القرآن والذكر والصيام والقيام والصدقة وسائر العبادات وما أكثرها وأكثر فضائلها، ويكره تعظيمه بالتزويق وإيقاد المصابيح ووضع الأعلام ونحو ذلك فإن هذا مناف لما كان عليه السلف رحمهم الله تعالى.
• من محظورات الصيام:
(ولا يقرب) بضم الراء وفتحها وهو الأفصح؛ أي: لكونها لغة القرآن كما قال التتائي (٣)(الصائم) فاعله و (النساء) مفعوله بوطء ولا مباشرة ولا قبلة للذة أما الوطء فحرام إجماعا، وأما ما بعده فقيل حرام وقيل مكروه،
(١) البخاري (٩)، ومسلم (٥٨)، باب: بيان تفاضل الإسلام وأي أموره أفضل من كتاب الإيمان. (٢) رواه مالك في الموطأ (٢/ ٢٦٢)، والبخاري (١٨٩٤). (٣) تنوير المقالة للتتائي (٣/ ١٩٧).