على الاختلاف في وفاة أبي الطفيل، وإن اعتبر ذلك من بعد وفاته ﷺ فيكون مائة سنة أو تسعين أو سبعا وتسعين، وأما قرن التابعين فإن اعتبر من سنة مائة كان نحو سبعين أو ثمانين، وأما الذين بعدهم فإن اعتبر منها كان نحوا من خمسين، فظهر بذلك أن مدة القرن تختلف باختلاف أعمار أهل كل زمان والله أعلم.
واتفقوا أن آخر من كان من أتباع التابعين ممن يقبل قوله من عاش إلى حدود العشرين ومائتين. اهـ (١)
تعريف الصحابي: يجمع على صحابة، وهو من لقي الرسول ﷺ مؤمنا به ومات على ذلك.
والصحابة هم خير هذه الأمة كما أخبر الله عنهم، قال تعالى: ﴿والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهر خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم﴾ [التوبة: ١٠٠].
وهذه الآية ظاهرة الدلالة على تزكية الله لهم تزكية لا يخبر ولا يقدر عليها إلا الله، وهي تزكية بواطنهم وما في قلوبهم ومن هنا رضي عنهم، (ومن رضي عنه تعالى لا يمكن موته على الكفر، لأن العبرة بالوفاء على الإسلام، فلا يقع الرضا منه تعالى إلا على من علم موته على الإسلام، وأما من علم موته على الكفر فلا يمكن أن يخبر الله تعالى بأنه رضي عنه)(٢).
وعن أبي سعيد قال: كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن ابن عوف شيء فسبه خالد فقال رسول الله ﷺ: «لا تسبوا أحدا من أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه»(٣).
وعن سعيد بن المسيب عن جابر ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله
(١) فتح الباري (٧/ ٦). (٢) الصواعق المحرقة (ص ٣١٦). (٣) مسلم (٦٦٥١)، وشرح النووي على مسلم (٩٣ - ٩٢/ ١٦). والنصيف: النصف.