حريصا على صرف العبد عن هاته الخصلة المباركة فقال ﷺ:«خصلتان، أو خلتان لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلا دخل الجنة، هما يسير، ومن يعمل بهما قليل، يسبح في دبر كل صلاة عشرا، ويحمد عشرا، ويكبر عشرا، فذلك خمسون ومائة باللسان، وألف وخمس مائة في الميزان، ويكبر أربعا وثلاثين إذا أخذ مضجعه، ويحمد ثلاثا وثلاثين، ويسبح ثلاثا وثلاثين، فذلك مائة باللسان، وألف في الميزان» فلقد رأيت رسول الله ﷺ يعقدها بيده، قالوا: يا رسول الله كيف هما يسير ومن يعمل بهما قليل؟ قال:«يأتي أحدكم - يعني: الشيطان - في منامه فينومه قبل أن يقوله، ويأتيه في صلاته فيذكره حاجة قبل أن يقولها» يأتي أحدكم؛ يعني:«الشيطان في منامه فينومه قبل أن يقوله ويأتيه في صلاته فيذكره حاجة قبل أن يقولها»(١).
• الدعاء عند الدخول للخلاء والخروج منه:
(و) مما روي من الذكر (عند الخروج من الخلاء) وهو ما أعد لقضاء الحاجة أنك تقول: الحمد لله الذي رزقني لذته؛ أي: الطعام؛ أي: لذته عند أكله وأخرج عني مشقته؛ أي: مشقة بقائه (وأبقى في جسمي قوته) فنفعني به سبحانه، والحديث رواه ابن السني في اليوم والليلة من حديث أبي أمامة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال:«لا يعجز أحدكم إذا دخل مرفقه أن يقول: اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرحيم»(٢)، وإذا خرج قال:«الحمد لله الذي أذاقني لذته، وأبقى في منفعته، وأذهب عني أذاه»(٣)، ولحديث علي مرفوعا: «ستر ما بين أعين الجن
(١) البخاري في «الأدب المفرد» (١٢١٦)، وأبو داود (١٥٠٢)، والترمذي (٣٤١٠)، وابن ماجه (٩٢٦). وصححه الألباني. (٢) رواه ابن ماجه (٢٩٩)، ورواه ابن السني من حديث ابن عمر ﵄. (٣) أخرجه ابن السني في «عمل اليوم والليلة»، والطبراني. وضعفه الألباني رقم (٤٣٨٨) في ضعيف الجامع.