للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسألة الثانية: كلمة العرش: لقد وردت مادة: (عرش) بجميع صيغها في ثلاث وثلاثين موضعا، في كتاب الله مختلفة الصيغ والأبنية، وتتفق في معنى مشترك وهو العلو والارتفاع.

وقد جاءت هذه الصفة المباركة في سبع آيات مباركة قال تعالى: ﴿الرحمن على العرش استوى﴾ [طه: ٥]، وفي الأعراف، ويونس، والرعد، والفرقان، والسجدة، والحديد.

وعن أبي هريرة ، عن النبي قال: «من آمن بالله ورسوله، وأقام الصلاة، وصام رمضان، كان حقا على الله أن يدخله الجنة، هاجر في سبيل الله، أو جلس في أرضه التي ولد فيها»، قالوا: يا رسول الله، أفلا ننبئ الناس بذلك؟ قال: «إن في الجنة مائة درجة، أعدها الله للمجاهدين في سبيله، كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة» رواه البخاري (١).

قال ابن خزيمة: «فالخبر يصرح أن عرش ربنا - جل وعلا - فوق جنته، وقد أعلمنا ﷿-أنه مستو على عرشه، فخالقنا عال فوق عرشه، الذي هو فوق جنته» (٢).

وذكر بسنده، عن عبد الله بن مسعود : «قال: ما بين كل سماء إلى الأخرى مسيرة خمسمائة عام، وما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام، وما بين السماء السابعة إلى الكرسي مسيرة خمسمائة عام، وما بين الكرسي إلى الماء مسيرة خمسمائة عام، والعرش على الماء، والله على العرش، ويعلم أعمالكم» (٣).


(١) البخاري (٧٤٢٣)، باب: ﴿وكان عرشه على الماء﴾ [هود: ٧]، ﴿وهو رب العرش العظيم﴾ [التوبة: ١٢٩].
(٢) كتاب «التوحيد» (ص ١٠٤).
(٣) كتاب «التوحيد» لإمام الأئمة ابن خزيمة رحمه الله تعالى (ص ١٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>