للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عيينة عن الحديث الذي فيه أكثر ما كان يدع به النبي بعرفة: «لا إله إلا الله وحده لاشريك له … الحديث». فقال سفيان: هو ذكر، وليس دعاء، ولكن قال النبي عن ربه ﷿: «من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين» (١). قال: وقال أمية بن أبي الصلت في مدح عبد الله بن جدعان:

أأذكر حاجتي أم قد كفاني … حياؤك إن شيمتك الحياء

إذا أثنى عليك المرء يوما … كفاه من تعرضك الثناء

قال سفيان: (فهذا مخلوق حين نسب إلى الكرم اكتفى بالثناء عن السؤال فكيف بالخالق) اهـ.

ومعنى الصلاة على النبي هو طلب الثناء عليه من الله تعالى إذا كان الطالب بشرا، أما إن كانت من العلي الأعلى فهو ثناء الله تعالى عليه في الملأ الأعلى، وهذا القول لأبي العالية (٢).

فائدتان:

الأولى: وقع لبعض أهل العلم من الأفاضل الكبار في مصنفاتهم أنهم صلوا على النبي ولم يسلموا، [مثل الإمام مسلم في مقدمة «صحيحه»، وأجاب عليه النووي، ووقع لابن مالك في «ألفيته ولاميته»، وللشافعي في «الرسالة»، وللبخاري في «التاريخ الكبير» في مواضيع كثيرة، ولأبي إسحاق الشيرازي في «خطبة المهذب»، ولابن عبد البر في «مقدمة التمهيد» وآخرون] كما أفاده الشيخ العلامة بكر أبو زيد.

الثانية: ينبغي لكاتب اسم نبينا أن يقرنه بالصلاة والسلام عليه،


(١) الحديث أخرجه الترمذي رقم (٢٩٢٦)، وقال: هذا حديث حسن غريب، قال المباركفوري في شرحه تحفة الأحوذي (٨/ ١٩٦): قال الحافظ في الفتح: رجاله ثقات إلا عطية العوفي ففيه ضعف. اهـ، وانظر في الفتح (١١/ ١٥١)، وفيه: محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني وهو أيضا ضعيف. ورواه الدارمي رقم (٣٢٣٤)، والبيهقي في شعب الإيمان رقم (٥٧٢).
(٢) انظر: تفسير ابن كثير، عند تفسيره في سورة الأحزاب الآية (٥٦). وذكره القاضي عياض في الشفا.

<<  <  ج: ص:  >  >>