للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والملك صفا صفا﴾ [الفجر: ٢١، ٢٢] وقال تعالى: ﴿هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور﴾ [البقرة: ٢١٠]، وقال النبي في حديث أبي سعيد الخدري الطويل: «حتى إذا لم يبق إلا من يعبد الله أتاهم رب العالمين» (١). هكذا ثبت في السمع أن الله يجيء يوم القيامة والملك صفا صفا ولا يسعنا إلا التصديق بذلك ونكل علمه إلى صاحب الشرع، قال شيخ الإسلام أبو الحسن الأشعري رحمه الله تعالى: «وأنه يجيء يوم القيامة هو وملائكته كما قال: ﴿وجاء ربك والملك صفا صفا﴾ وأنه ينزل إلى السماء الدنيا كما جاء في الحديث، ولم يقولوا شيئا إلا ما وجدوه في الكتاب أو جاءت به الرواية عن رسول الله اهـ (٢). قال ابن كثير … فيجيء الرب تعالى لفصل القضاء كما يشاء، والملائكة يجيئون بين يديه صفوفا صفوفا» (٣).

قلت: ومن فسر مجيء الرب بمجيء أمره، أو ملائكته، فإنه يعجزه تفسير قوله: ﴿هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون﴾ [الأنعام: ١٥٨]، فذكر مجيء الملائكة وحده، ومجيئه سبحانه وحده، ومجيء آياته ففصل.

وقوله: ﴿هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور﴾ [البقرة: ٢١٠].

قال شيخنا العلامة محمد سالم ولد عبد الودود رحمه الله تعالى:

وما نقول في صفات قدسه … فرع الذي نقوله في نفسه

فإن يقل جهميهم: كيف استوى؟ … كيف يجي؟ فقل له: كيف هوا؟

لا فرق بين ما سميه يعد … وصفا لنا كـ (علم) أو جزء كـ (يد)


(١) البخاري (٧٤٣٩)، ومسلم (١٨٣)، كلاهما من حديث عطاء بن أبي سعيد مرفوعا.
(٢) مقالات الإسلاميين (٢١١).
(٣) تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير (٤/ ٦٢٠) دار الفكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>