المروة (١) و) الحال أنه (يخب)؛ أي: يسرع في مشيه وهذا سنة الرجل دون المرأة (في بطن المسيل) خاصة في المرور إلى المروة، فعن جابر به … . «ثم نزل إلى المروة، حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى، حتى إذا صعدنا مشى حتى أتى المروة، ففعل على المروة كما فعل على الصفا، حتى إذا كان آخر طوافه على المروة، … . الحديث»(٢)، والمسيل ما بين الميلين الأخضرين وهما اليوم مضاآن بمصابيح خضراء تحدد المسافة بينهما، فإذا أتى المروة وقف عليها ل أجل (الدعاء) والدعاء عليها وعلى الصفا غير محدود والوقوف عليهما سنة، ومن المأثور ما ذكرت لك، وكان ابن عمر كما قال نافع: أنه كان يخرج إلى الصفا من الباب الأعظم فيقوم عليه فيكبر سبع مرات ثلاثا ثلاثا يكبر. ثم يقول:«لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. لا إله إلا الله لا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. ثم يدعو فيقول: اللهم اعصمني بدينك وطواعيتك وطواعية رسولك. اللهم جنبني حدودك، اللهم اجعلني ممن يحبك ويحب ملائكتك وأنبياءك ورسلك وعبادك الصالحين، اللهم حببني إليك وإلى ملائكتك وإلى رسلك وإلى عبادك الصالحين، اللهم يسرني لليسرى، وجنبني العسرى، واغفر لي في الآخرة والأولى، واجعلني من أئمة المتقين، واجعلني من ورثة جنة النعيم، واغفر لي خطيئتي يوم الدين اللهم قلت وقولك الحق ﴿ادعوني أستجب لكم﴾ وإنك لا تخلف الميعاد. اللهم إذ هديتني للإسلام فلا تنزعني منه ولا تنزعه مني حتى توفاني على الإسلام. اللهم لا تقدمني إلى العذاب ولا تؤخرني لسوء الفتن»(٣) قال: ويدعو دعاء كثيرا حتى إنه ليملنا وإنا لشباب.
(١) قال في المصباح: المرو الحجارة البيض الواحدة مروة، وسمي بالواحدة الجبل المعروف بمكة. (٢) مالك في الموطأ (٢/ ٤١٨)، ومسلم (٢٩٤١). (٣) روى بعض الحديث من دعاء ابن عمر: مالك في الموطأ (٢/ ٤١٩)، وبلفظه كله ابن قدامة عن أحمد في المغني (٥/ ٢٣٥).