الله رب العرش عما يصفون﴾ [الأنبياء: ٢٢]، ولذلك كان أعظم ذنب يرتكبه المخلوق هو الشرك بالله، ومن نجا من الشرك فقد أريد له النجاة، قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي: وقوله: ﴿لو كان فيهما عالمة إلا الله لفسدتا﴾ [الأنبياء: ٢٢] والمراد بذلك تعظيم أمر الشرك. وهذا الفرض والتقدير الذي ذكره جل وعلا هنا في شأن الملائكة، ذكره أيضا في شأن الرسل على الجميع صلوات الله وسلامه قال تعالى: ﴿ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين﴾ [الزمر: ٦٥] ا هـ (١)، وقال تعالى: ﴿ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق﴾ [الحج: ٣١]، ﴿إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأونه النار﴾ [المائدة: ٧٢]، ﴿واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا﴾ [النساء: ٣٦]، والآيات في التحذير من الشرك كثيرة، ومن الأحاديث عن عبادة بن الصامت ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله؛ وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان عليه من عمل»(٢).
«وما جاء في كلام ابن أبي زيد ﵀ من نفي الشبيه والنظير والوالد والولد والصاحبة هو نفي على طريقة السلف، وهو نفي متضمن إثبات كمال الله ﷿، فنفي الشبيه والنظير متضمن إثبات كمال أحديته، ونفي الوالد والولد والصاحبة متضمن إثبات كمال غناه، وكل ما جاء في القرآن من نفي شيء عن الله فإنه يتضمن إثبات كمال ضد ذلك المنفي، مثل قوله: ﴿وما كان الله ليعجزه من شيء في السموات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا﴾ [فاطر: ٤٤] فإنه دال على كمال قدرته، … ومثل قوله: ﴿ولا يظلم ربك أحدا﴾ [الكهف: ٤٩] دال على كمال عدله، وقوله: ﴿وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض