قال النووي ﵀:«إنما يأمر وينهى من كان عالما بما يأمر به وينهى عنه، وذلك يختلف باختلاف الشيء فإن كان من الواجبات الظاهرة والمحرمات المشهورة كالصلاة والصيام والزنا والخمر ونحوها فكل المسلمين علماء بها، وإن كان من دقائق الأفعال والأقوال ومما يتعلق بالاجتهاد لم يكن للعوام مدخل فيه، ولا لهم إنكاره بل ذلك للعلماء»(١).
ثالثا: الصبر ﴿وأمر بالمعروف وأنه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور﴾ [لقمان: ١٧].
وقال بعض أهل العلم:«والرفق سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولهذا قيل: ليكن أمرك بالمعروف بالمعروف ونهيك عن المنكر غير منكر».
خامسا: البدء بالأهم وتقديمه على غيره حسب ما تقتضيه المصلحة:
إن اللبيب إذا بدا من جسمه … مرضان مختلفان داوى الأخطرا
وليست قصة معاذ وإرسال الرسول ﷺ إياه إلى اليمن، والتدرج مع الناس هناك عنا ببعيد.
مراعاة المصالح والمفاسد: بألا يترتب على الإنكار منكرا آخر أكبر وأوسع انتشارا من الأول.
سابعا: يجمل بالآمر بالمعروف والناهي عن المنكر إيجاد البديل عن المنكر، وهذا منهج رباني وأسلوب نبوي، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿يتأيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا أنظرنا واسمعوا﴾ [البقرة: ١٠٤] فلا ينهى عن منكر إلا ويؤمر بمعروف يغني عنه، كما يؤمر بعبادة الله ﷾، وينهى عن عبادة ما سواه.
(١) شرح النووي على مسلم (٢/ ٢١)، باب: بيان كون النهى عن المنكر من الايمان. (٢) مسلم (٧٤) (٢٥٩٢).