لأهل كرامته ونزلا للصالحين من عباده، وخلق النار وأعدها لمن كتبت عليهم الشقاوة ممن كفر وألحد في آياته، ولم يؤمن بكتبه ورسله واليوم الآخر.
والجنة والنار مخلوقتان لهما بداية وليست لهما نهاية، وهما موجودتان مذ خلقهما الباري سبحانه لا تبيدان ولا تفنيان، والأدلة من الكتاب والسنة على الجنة والنار متواترة فمن ذلك قوله تعالى: ﴿وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين﴾ [آل عمران: ١٣٣]، وقال تعالى: ﴿أكلها دائم وظلها﴾ [الرعد: ٣٥]، وقال سبحانه عن النار: ﴿يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم﴾ [المائدة: ٣٧]، وقوله تعالى: ﴿فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين﴾ [البقرة: ٢٤].
والآيات في ذكر الجنة والنار كثيرة جدا فمن الأحاديث: عن عمران بن حصين ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء»(١).
والجنة هي دار الثواب لمن أطاع الله أعدها نزلا لأهل كرامته من أصفيائه، وموضعها في السماء السابعة عند سدرة المنتهى، قال تعالى: ﴿ولقد رآه نزلة أخرى … عند سدرة المنتهى … عندها جنة المأوى﴾ [النجم: ١٣ - ١٥]، والجنة مائة درجة بين كل درجة والأخرى كما بين السماء والأرض كما في حديث أبي هريرة ﵁ عن رسول الله ﷺ أنه قال:«إن في الجنة مائة درجة، أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض»(٢).
وأعلى الجنة الفردوس الأعلى وفوقه العرش ومنه تتفجر أنهار الجنة كما جاء في حديث أبي هريرة السابق عن النبي ﷺ قال: «فإذا سألتم الله، فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة - أراه - فوقه عرش الرحمن، ومنه