للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(لم أعلم) يؤخذ منه أنها ليست محصورة في التسعة والتسعين.

ولو دعا المسلم بهذا الدعاء لرجى ذهاب همومه وغمومه فعن ابن مسعود أن رسول الله قال: «ما قال أحد قط إذا أصابه هم أو حزن: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه، وأبدله مكان حزنه فرحا»، قالوا: يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات؟ قال: «أجل، لمن سمعهن أن يتعلمهن» (١).

(من شر ما خلق وذرأ وبرأ) ألفاظ مترادفة معناها: الإيجاد من العدم إلى الوجود (ومن شر ما ينزل من السماء) كالصواعق (ومن شر ما يعرج فيها)؛ أي: يصعد في السماء مما هو سبب لنزول البلاء وهو سيئ الأعمال (ومن شر ما ذرأ في الأرض)؛ أي: خلق (ومن شر ما يخرج منها) مما له شر وأذية (ومن فتنة الليل والنهار)؛ أي: الفتنة الواقعة فيهما من المحن والابتلاءات (ومن طوارق الليل والنهار)؛ أي: حوادثهما التي تأتي بغتة (إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن. ويقال: في ذلك)؛ أي: التعوذ «أيضا ومن شر كل دابة» والمراد بها هنا كل ما اتصف بالدبيب وهو المشي (ربي آخذ بناصيتها) وهو مقدم الرأس وهذا مجاز مرسل بمعنى: في ملكه وسلطانه (إن ربي على صراط مستقيم)؛ أي: إن تصرف ربي على وجه مستقيم؛ أي: ليس فيه نقص ولا قصور. هذا التعوذ مؤلف من خبرين ذكرهما مالك في «الموطأ» أحدهما مرسل، والآخر مقطوع، فالأول عن يحيى بن سعيد أنه قال: أسري برسول الله فرأى عفريتا من الجن يطلبه بشعلة من نار كلما التفت رسول الله رآه فقال له جبريل: أفلا أعلمك كلمات تقولهن إذا قلتهن


(١) رواه أحمد والبزار وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه والحاكم تقدم تخريجه في جزء العقيدة، وصححه الألباني (١٨٢٢) صحيح الترغيب والترهيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>