للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«وتنظف» من حديث عائشة (١)، وعن سمرة بن جندب : «وأمر من أكل الثوم والبصل والكراث أن لا يقرب المسجد، وقال: إن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم» (٢)، وسمع رجلا ينشد ضالة في المسجد ويقول: من دعا إلى الجمل الأحمر فقال له : «لا وجدت، إنما بنيت المساجد لما بنيت له» من حديث بريدة (٣)، والأحاديث في هذا الباب كثيرة (٤). فهذه أحاديث ترشد إلى احترام المسجد وصونه عن كل ما ينافي الأدب والتعظيم مما ذكره المصنف وما في معناه (وأرخص في مبيت الغرباء في مساجد البادية) للضرورة مفهومه أنه لا يرخص ذلك في مساجد الحاضرة لوجود الفنادق فيها إذا وجد من يعطيه أجرة وإلا بات للضرورة.

(ولا ينبغي أن يقرأ في الحمام إلا الآيات اليسيرة ولا يكثر) ومثله موضع القذر، قال ابن رشد: وسئل مالك عن القراءة في الحمام، فقال: «القراءة بكل مكان حسنة، ليس الحمام بموضع قراءة، فإن قرأ الإنسان الآيات فليس بذلك بأس، وليس الحمامات من بيوت الناس الأول … اه (٥). وقال البخاري: قال منصور عن إبراهيم: لا بأس بالقراءة في الحمام وبكتب الرسالة على غير وضوء، … ورجح السبكي الكبير عدم الكراهة واحتج بأن القراءة مطلوبة والاستكثار منها مطلوب والحدث يكثر، فلو كرهت لفات خير كثير. ثم قال: حكم القراءة في الحمام إن كان القارئ في مكان نظيف وليس فيه كشف عورة لم يكره، وإلا كره». اه (٦).

(ويقرأ الراكب والمضطجع) لأنها ذكر وقد أمر الله بالذكر في جميع هيئات الشخص. قال تعالى: ﴿فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم﴾


(١) أبو داود (٤٥٥)، والترمذي (٥٩٤)، وابن ماجه (٧٥٨).
(٢) مسلم (٥٦٤).
(٣) مسلم (٢/ ٨٢) (١١٩٩).
(٤) انظر: رياض الصالحين (٤٧٤)، تحقيق: الأرناؤوط، ط: الرسالة.
(٥) البيان والتحصيل لابن رشد (١٨/ ٢٥٩).
(٦) الفتح (١/ ٢٨٧) باب قراءة القرآن بعد الحدث وغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>