رحمه الله تعالى:«والإجماع على أن تعليم العقائد ومعرفة الشرائع آكد من تعليم القرآن، لأن القرآن إنما يتعلم حروفه دون معناه، ولا يتأكد عليه من القرآن إلا أم القرآن التي هي فرض في الصلاة، وقراءة السورة التي هي سنة وما زاد على ذلك فمستحب»(١).
قلت: والذي يتأكد في حق المكلف البالغ العاقل المميز، أما الصبي فعلى والده إذا أراد أن يكون من أهل العلم والفقه في الدين أن يحفظه كتاب الله تعالى ليبني عليه ما بعده، ومن الله العون والسداد.
ودين الله أضيف إليه لأنه ارتضاه ولا يقبل من الخلق سواه قال تعالى: ﴿إن الدين عند الله الإسلام﴾ [آل عمران: ١٩]، ﴿ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه﴾ [آل عمران: ٨٥].
(ما ترجى لهم بركته) الرجاء: تعلق القلب بما يطمع في حصوله مع بذل سبب التحصيل وإلا فطمع، والبركة الخير المتدارك الزائد، والمتكاثر النافع، ولا شك أن من حفظ كتاب الله تعالى، وطلب العلم وعمل به فهو مبارك، وتحمد لهم عاقبته والعاقبة: ما يؤول إليه الأمر من خير وغيره، والمراد ما يحصل لهم من الخير العظيم، والنفع العميم، والرفعة في الدارين (فأجبتك إلى ذلك) ولبيت مرادك لما رجوته لنفسي ولك من ثواب من علم دين الله فقد صح عن النبي ﷺ«خيركم من تعلم القرآن وعلمه»(٢)، وعن أبي أمامة الباهلي ﵁ عن رسول الله ﷺ أنه قال:«أربعة تجري عليهم أجورهم بعد الموت: من مات مرابطا في سبيل الله، ومن علم علما أجري له أجره ما عمل به، ومن تصدق بصدقة فأجرها يجري له ما جرت، ورجل ترك ولدا صالحا، فهو يدعو له» رواه أحمد والطبراني في «الكبير»(٣). وعن ابن
= للأطفال محمد نور بن عبد الحفيظ السويد (٢٣٢). (١) تنوير المقالة (١/ ١١٦). (٢) أخرجه البخاري (٥٠٢٧) وأبو داود (١٤٥٢)، والترمذي (٢٩٠٧)، وابن ماجه (٢١١)، والنسائي في «الكبرى» (٧٩٨٢) من حديث عثمان ﵁. (٣) أخرجه أحمد (٥/ ٢٦٠) (٢٢٦٠٢) و (٥/ ٢٦٩) (٢٢٦٧٥) وقال الهيثمي في المجمع =