للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ادعى بعض الناس أن لكل اسم من أسماء الله خواص وأسرارا، وفتح بابا للخرافات والقول على الله بغير علم، وقام سوق المتاجرة بإعطاء هذا ومنع ذاك من الاسم الأعظم، وأن فلانا ربما يصل به الحال إلى أنه يحيي ويميت به، وخلاصة الأمر أن ذلك ضحك من الشيطان على قوم صدوا عن اتباع السنن الصحيحة، والشريعة الواضحة الفصيحة «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد» (١)

الضابط الرابع: اعلم أن معرفة أسماء الله جل وعلا تزيد المؤمن إيمانا واطمئنانا، وتأخذ بيده إلى الاستعانة به ودعائه بأسمائه التي أمرنا أن ندعو بها قال تعالى: ﴿ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها﴾ [الأعراف: ١٨٠]، وكان من هدي المصطفى الدعاء بها والحث على تعلمها وتعليمها كما مر قريبا في حديث: «أسألك بكل اسم هو لك … » الحديث. وحري بالعبد الموحد أن يلجأ إلى الله بما شرع في كتابه وهدي رسوله ، ويبتعد عن المحدثات التي تهدم دينه وعقيدته.

الضابط الخامس: أن أسماء الله كلها مشتقة تدل على صفات على، وليس فيها اسم جامد.

(والصفات العلى) جمع صفة وهي المعنى القائم بالموصوف كالقدرة والإرادة. والعلم، والحياة، والقدرة، والعلى جمع العليا تأنيث الأعلى؛ أي: المرتفعة عن كل نقض ونقص، والصفات قسمان: صفات ذات، وصفات فعل.

فصفات الذات هي ما اتصفت بها الذات العلية أزلا وأبدا، كالعلم والحياة والقدرة والوجه واليد ونحوها، وصفات الفعل هي ما تعلق بمشيئة الله وإرادته، كالخلق والرزق والإحياء، وهذا النوع من الصفات نوعها قديم؛ وآحادها حادثة كما بين ذلك المحققون (٢)، فمثلا: صفة الخلق باعتبار نوعها


(١) أخرجه أحمد (٦/ ٧٣)، والبخاري (٢٦٩٧)، ومسلم (٤٥٨٩).
(٢) انظر: قطف الجنى الداني (٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>