للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهل اليمن من يلملم) (١).

فإن أحرم قبله كره؛ أي: ويصح، والمستحب أن يحرم من أوله ولا يؤخره لآخره لأن المبادرة للطاعة أولى وهو يتنوع باختلاف حال المحرم، فإنه إما أن يكون مكيا أو آفاقيا.

والمكي: لم يذكره الشيخ وهو المقيم بها سواء كان من أهلها أو لا فميقاته للحج مكة، لقوله: «حتى أهل مكة من مكة» وقيل: يندب له أن يحرم من جوف المسجد، والأحسن عندي أن يهل من مكانه الذي يقيم فيه، أولا استنانا بما فعله الصحابة في حجتهم مع النبي، وثانيا: دفعا للمشقة.

وميقاته للعمرة وللقران الحل، لأن كل إحرام لا بد فيه من الجمع بين الحل والحرم والأفضل الجعرانة لإحرام النبي منها، أو التنعيم لأمره عائشة بذلك، ولما كان الحج لا بد فيه لحاج مكة أن يخرج إلى عرفات اكتفي في حقه بالإحرام من بيته، أما العمرة فلا بد له من الخروج إلى الحل.

والآفاقي: وقال بعض أهل العلم والأفصح الأفقي، يتنوع ميقاته إلى خمسة أنواع باختلاف أفقه سواء كان محرما بحج أو عمرة كما جاء في حديثي ابن عباس وجابر المتقدمين ولذلك قال المصنف مبينا إياها.

(و) المواقيت منها (ميقات أهل الشام ومصر والمغرب الجحفة) بضم الجيم وسكون الحاء المهملة، وهي قرية على نحو سبع مراحل من المدينة المشرفة، وثلاث ونصف من مكة المكرمة وهي بالكيلومتر (١٨٧ كلم). (فإن مروا)؛ أي: أهل هذه الأفق الثلاثة (بالمدينة) المشرفة (فالأفضل لهم أن يحرموا من ميقات أهلها) وهو المعروف ب (ذي الحليفة) وذو الحليفة تصغير حليفة بفتح الحاء وكسر اللام، اسم لماء بين بني جشم بن بكر من هوازن وبين بني خفاجة رهط توبة، وهي قرية بينها وبين المسجد النبوي اثنا عشر كيلا - وتسمى بأبيار علي (٢)، ويقال له مسجد الميقات، لأنه ميقات أهل


(١) مسلم (٢٨٠٢).
(٢) تنبيه: يعرف ذو الحليفة أيضا باسم (آبار علي) أو (أبيار علي) وهي تسمية مبنية على

<<  <  ج: ص:  >  >>