للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عظيمة (وثقل به)؛ أي: بأجر مصيبته (موازينهم)؛ أي: موزوناتهم لأنه الموصوف بالثقل؛ أي: بحيث ترجح حسناتهم على سيئاتهم (وأعظم)؛ أي: كثر (به)؛ أي: بأجر مصيبته (أجورهم) ولما كان لا يلزم من التكثير التثقيل ولا من التثقيل التكثير أتى بقوله: وأعظم به الخ بعد قوله: وثقل به … إلخ.

(ولا تحرمنا وإياهم أجره)؛ أي: أجر شهود الصلاة عليه (ولا تفتنا وإياهم بعده) بما يشغلنا عنك (اللهم ألحقه بصالح سلف) أولاد (المؤمنين في كفالة)؛ أي: حضانة (أبينا إبراهيم) الخليل (وأبدله دارا)؛ أي: في الآخرة (خيرا من داره)؛ أي في الدنيا (و) أبدله (أهلا)؛ أي: قرابة في الآخرة (خيرا من أهله)؛ أي: من قرابته في الدنيا بجواره بالأنبياء والصالحين يؤانسونه.

ففي حديث أبي هريرة قال صلى رسول الله على جنازة فقال: «اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان» (١)، قال الحافظ (٢) ويضيف إليه: «اللهم اجعله سلفا وفرطا لأبويه، وذخرا وعظة واعتبارا وشفيعا، وثقل به موازينهما، وافرغ الصبر على قلوبهما، ولا تفتنا بعده ولا تحرمنا أجره». اه. (وعافه)؛ أي: نجه (من فتنة القبر) وهي عدم الثبات الناشئ عن السؤال لأن الفتنة هي السؤال. ويتسبب عنه عدم الثبات وقضيته أن الطفل يسأل وأنه قابل للافتتان وقد جرى الخلاف في السؤال.

وأما الافتتان فهو مشكل إلا أن يقال إنه قابل له، وإن كان غير مكلف نظرا لكون الله ﷿ له أن يعذب الطفل عقلا وإن امتنع شرعا. وكذا يقال في قوله بعد وعافه من عذاب جهنم (و) عافه (من عذاب جهنم تقول ذلك)؛ أي:


(١) أخرجه أحمد (٥/ ٢٩٩) رقم (٢٢٦٠٧)، قال الهيثمي (٣/ ٣٣): رجاله رجال الصحيح، وأبو داود (٣٢٠٣)، والترمذي (١٠٤٠)، والنسائي (١٩٨٥)، وله شاهد صحيح، انظر: التلخيص (٢/ ١٢٤).
(٢) تلخيص الحبير (٢/ ١٢٤)، ط: دار المعرفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>