للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي: فضاعف له (في) ثواب (إحسانه، وإن كان مسيئا فتجاوز عنه؛ أي: عن سيئاته (اللهم إنه قد نزل بك)؛ أي: استضافك (و) الحال أنك (أنت خير منزول به الضمير في به راجع إلى موصوف؛ أي: أنت خير مضيف؛ أي: أنت خير من ينزل به، ولا يصح جعل الضمير لله، لأنه يلزم عليه أنت يا الله خير من الله، هكذا صرح به الأجهوري، وأنه فقير)؛ أي: أشد افتقارا (إلى رحمتك) الآن (وأنت غني عن عذابه فعن واثلة بن الأسقع قال: (صلى بنا رسول الله على رجل من المسلمين فسمعته يقول: اللهم إن فلان ابن فلان في ذمتك وحبل جوارك، فقه فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحمد اللهم فاغفر له وارحمه إنك أنت الغفور الرحيم). (١)

وكان عمر يقول: «اللهم هذا عبدك خرج من الدنيا ونزل بك أفقر ما كان إليك، وأنت غني عنه، كان يشهد أن لا إله إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك، فاغفر له وتجاوز عنه، فإننا لا نعلم منه إلا خيرا» (٢).

(اللهم ثبت عند المسألة)؛ أي سؤال الملكين وهما منكر ونكير (منطقه)؛ أي: كلامه ولا تبتله)؛ أي: لا تختبره في قبره بما)؛ أي: بشيء لا طاقة له به؛ أي: لا تجعل نهاية الاختبار بالسؤال شيئا لا طاقة له به، وهو عدم الجواب، بل اجعل له قدرة على الجواب أو أن مصدوق الشيء كون سؤال الملكين بعنف.

(اللهم لا تحرمنا أجره)؛ أي: أجر الصلاة عليه (ولا تفتنا)؛ أي: لا تشغلنا بسواك (بعده) (٣) فإن كل ما يشغل عنك فهو فتنة.

(تقول هذا) جميع ما ذكر من الثناء على الله تعالى والصلاة على نبيه إلى قوله: ولا تفتنا بعده (بإثر كل تكبيرة) قال بعضهم: هذا عام أريد به


(١) أخرجه أحمد (٣/ ٤٩١) رقم (١٦٠٦١)، وأبو داود (٣/ ٢١١) رقم (٣٢٠٢)، وابن ماجه (١/ ٤٨٠) رقم (١٤٩٩).
(٢) الاستذكار (٣/ ٣٨).
(٣) سيأتي تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>