الجيم على الأفصح؛ أي: أمانك (له إنك ذو وفاء وذمة)؛ أي: صاحب عهد ووفاء (اللهم قه)؛ أي: نجه (من فتنة القبر) لا شك أن الفتنة هي السؤال وهو لا بد منه فيكون طلب النجاة ليس منه بل مما ينشأ عنه وهو عدم الثبات وقه (من عذاب جهنم) وعن عوف بن مالك ﵁ قال: سمعت النبي ﷺ صلى على جنازة يقول:
(اللهم اغفر له)؛ أي: استر ذنوبه ولا تؤاخذه بها (وارحمه)؛ أي: أنعم عليه (واعف عنه)؛ أي: ضع عنه ذنوبه (وعافه)؛ أي: أذهب عنه ما يكره (وأكرم نزله).
قال الفاكهاني: رويناه بسكون الزاي وهو ما يهيأ للنزيل؛ أي: للضيف، ولا يخفى التجوز في العبارة لعدم صحة المعنى الحقيقي. فالمعنى أكرمه في نزله؛ أي: فيما يهيؤ له، وقال الأقفهسي: نزله حلوله في قبره بأن يرى ما يرضاه ويسره (١)(ووسع مدخله) بفتح الميم وضمها فبالفتح الدخول وموضع الدخول وبالضم الإدخال (واغسله بماء وثلج وبرد) بفتح الراء قال أبو عمران: الثلج أنقى من الماء، والبرد أنقى من الثلج فارتكب طريق الترقي.
وليس المراد بالغسل هنا ظاهره، بل هو استعارة للطهارة العظيمة من الذنوب (و) كأنه يقول: اللهم (نقه)؛ أي: طهره تنقية عظيمة (من الخطايا)؛ أي: الذنوب (كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس)؛ أي: الأوساخ (وأبدله)؛ أي: عوضه (دارا) وهي الجنة (خيرا من داره) وهي الدنيا (و) أبدله (أهلا)؛ أي قرابة في الآخرة يوالونه خيرا من أهله؛ أي: من قرابته في الدنيا (و) أبدله (زوجا خيرا من زوجه) الذي تركه في الدنيا «وقه فتنة القبر، وعذاب النار» قال عوف: «تمنيت أن لو كنت أنا الميت لدعاء رسول الله ﷺ لذلك الميت»(٢)، (اللهم إن كان محسنا)؛ أي: ذا إحسان؛ أي: طاعة (فزد)؛
(١) الثمر الداني (١/ ٢٨٢). (٢) مسلم (٢/ ٦٦٢) رقم (٩٦٣)، والنسائي (٤/ ٧٣) رقم (١٩٨٤)، وابن ماجه (١/ ٤٨١) رقم (١٥٠٠).