للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صحيح (١)، والدعاء به مندوب، وهو عام أريد به الخصوص، إذ الشفاعة العظمى مختصة به لا يشاركه غيره فيها، أي وغيرها من كل ما اختص به (وأعوذ)؛ أي: أتحصن بك (من كل شر استعاذك منه محمد نبيك)، (اللهم)؛ أي: يا الله (اغفر لنا ما قدمنا)؛ أي: من الذنوب (و) اغفر لنا (ما أخرنا) من الطاعات عن أوقاتها، أو من الآثار السيئة التي تبقى بعدنا، (و) (اغفر لنا ما أسررنا)؛ أي: أخفينا من المعاصي عن الخلق (و) اغفر لنا (ما أعلنا)؛ أي: أظهرنا للخلق من المعاصي (و) اغفر لنا (ما أنت أعلم به منا)؛ أي: ما وقع منا ونحن جاهلون بحكمه أو وقع منا عمدا، ونسيناه فأفعل التفضيل ليس على بابه ﴿ربنا آتنا في الدنيا حسنة﴾ هي خير الدنيا من الاستقامة والعافية والسير على نهج الشرع القويم ﴿وفي الآخرة حسنة﴾ هي المغفرة بقرينة الآية التي بعدها ﴿وقنا عذاب النار﴾؛ أي: اجعل بيننا وبينها وقاية وليس إلا المغفرة (وأعوذ بك من فتنة المحيا)؛ أي: أتحصن بك أن أفتتن بأعمال السوء التي ترث والعياذ بالله سوء المنقلب (والممات) وأعوذ بك من فتنة الممات، وهي والعياذ بالله التبديل عند الاحتضار، فإن ثبته الله ونزلت ملائكة الرحمة فر الشيطان ومات على الإسلام، قاله ابن عمر الأنفاسي، (و) أعوذ بك من فتنة القبر وهي عدم الثبات عند سؤال الملكين؛ أي: عدم رد الجواب حين يقول له الملك من ربك وما دينك إلخ؛ أي: فلا يجيب بقوله ربي الله. (و) أعوذ بك من فتنة المسيح بالحاء المهملة على الصحيح، وهي فتنة عظيمة لأنه يدعي الربوبية وتتبعه الأرزاق فمن تبعه كفر والعياذ بالله، ووصفه بالدجال لأنه يغطي الحق بالباطل، مأخوذ من دجل إذا ستر وغطى، وللفرق بينه وبين عيسى ، وسمي عيسى مسيحا لسياحته في الأرض لأجل الاعتبار. فعيسى مسيح الهدى، والدجال مسيح الضلال (٢).


(١) صحيح، أخرجه الترمذي (٣٨٦٣)، وقال: حسن غريب.
(٢) وبعض ما ورد في هذا الدعاء عند عبد الرزاق في مصنفه في باب التشهد (٣٠٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>