(و) أعوذ بك (من عذاب النار وسوء المصير)؛ أي: سوء المرجع؛ أي: الرجوع إلى الله ﴿السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين﴾ ظاهره أن المصلي إذا فرغ من الدعاء فلا يأتي بتسليمة التحليل حتى يقول على جهة الاستحباب: السلام عليك أيها النبي إلخ، وأن ذلك مطلوب من كل مصل، وهو خلاف المشهور، بل المشهور ما حكاه القرافي أنه لا يعيد التسليم على النبي إذا دعا. وعن مالك يستحب للمأموم إذا سلم إمامه أن يقول: السلام عليك إلخ لما روى نافع أن ابن عمر ﵁: كان يتشهد … فإذا قضى تشهده وأراد أن يسلم قال: «السلام على النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، السلام عليكم عن يمينه، ثم يرد على الإمام فإن سلم عليه أحد عن يساره رد عليه» رواه مالك (١) - قال الزرقاني: ولعل مالكا ذكر حديث ابن عمر هذا الموقوف عليه لما فيه من أن المأموم يسلم ثلاثا إن كان على يساره أحد لأنه المشهور من قول مالك اهـ (٢).
قال بعض الشراح والحاصل أن هذه الزيادة ضعيفة، ومع ضعفها هي خاصة بالمأموم، كما قال الإمام مالك ﵀.
فائدة: أولا: مما انتقد على ابن أبي زيد إيراده في الصلاة الإبراهمية وارحم محمدا، قال ابن عبد البر (٣): رويت الصلاة على النبي ﷺ من طرق متواترة، بألفاظ متقاربة، وليس في شيء منها «وارحم محمدا» فلا أحب لأحد أن يقوله، لأن الصلاة إن كانت من الله الرحمة، فإن النبي ﷺ قد خص بهذا اللفظ.
وحكى القاضي عياض عن جمهور المالكية منعه، قال: وأجازه أبو
(١) مالك في الموطأ (١/ ٢٧١). (٢) شرح الزرقاني (١/ ٢٧١)، والاستذكار (٢/ ٣٢٣)، ما جاء في الصلاة على النبي ﷺ، وانظر: مواهب الجليل (٢/ ٢٢٠). (٣) شرح الزرقاني (١/ ٤٧٦).