للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شريك له) قال الحافظ في «الفتح» (١): وسنده ضعيف لكن ثبتت هذه الرواية في حديث أبي موسى عند مسلم، وفي حديث عائشة الموقوف في «الموطأ»، وفي حديث ابن عمر عند الدارقطني، وعند أبي داود عن ابن عمر أنه قال: زدت فيها وحده لا شريك له وإسناده صحيح.

(وحده لا شريك له في أفعاله وأشهد)؛ أي: أتحقق (أن محمدا عبد الله) بصيغة الاسم الظاهر والذي في المدونة وهو في بعض النسخ عبده (ورسوله) (٢) بالضمير وقد أخرج عبد الرزاق عن عطاء: «أن النبي أمر رجلا أن يقول عبده ورسوله» (٣)، قال التتائي: بالضمير، وكذا في رواية الجلاب والجواهر وابن الحاجب، وفي «الموطأ» ونقله عنه في الذخيرة عبد الله صريحا لا غير (٤).

(فإن سلمت بعد هذا)؛ أي: بعد وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله (أجزاك)؛ أي: كفاك ولا مفهوم له، بل وكذلك لو قال بعضه أو تركه جملة، قال ابن ناجي: أي على أحد القولين، وكذا لو قال غيره، ولا يصح أن تقول أجزأك؛ أي: على جهة الكمال، لأنه لم يذكر الصلاة على النبي فالحق أنه وصف طردي، أي: لا مفهوم له (٥).

(ومما تزيده إن شئت) وهذا الذي زاده المصنف رحمه الله تعالى وارد أثناء التشهد من حديث ابن الزبير لكنه ضعيف (٦)، قال العلامة بدر الدين العيني (٧): قلت: فيه مقال.


(١) الفتح (٢/ ٣١٥).
(٢) المدونة (١/ ١٤٣)، ما جاء في التشهد والسلام (عبد الله ورسوله).
(٣) مصنف عبد الرزاق (٣٠٧٦)، ورجاله ثقات لولا إرساله.
(٤) تنوير المقالة (٢/ ١٠١).
(٥) تنوير المقالة (٢/ ١٠٢).
(٦) رواه الطبراني، كما في مجمع الزوائد (٢٨٥٨)، وقال: مداره على ابن لهيعة وهو ضعيف.
(٧) عمدة القاري (٦/ ١١٥)، دار الفكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>