فدعا بماء، فأتي بميضأة فأصغاها على يده اليمنى، ثم أدخلها في الماء فتمضمض ثلاثا، واستنثر ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، ثم غسل يده اليمنى ثلاثا، وغسل يده اليسرى ثلاثا، ثم أدخل يده فأخذ ماء فمسح برأسه وأذنيه، فغسل بطونهما وظهورهما مرة واحدة، ثم غسل رجليه، ثم قال: أين السائلون عن الوضوء؟ «هكذا رأيت رسول الله ﷺ يتوضأ»(١).
والصفة الثانية أرجح من الأولى، قال ابن عبد البر (٢): وكل قد روي.
(وإن استاك) من يريد الوضوء بعود السواك فذلك سنة مستحبة لحديث علي له قال: قال رسول الله ﷺ: «لولا أن أشق على أمتي، لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء»(٣)، وفي مسلم من حديث ابن عباس له أن النبي ﷺ: كان «يستاك فيتوضأ»؛ فإن لم يجد ف (بأصبعه) قبل أن يتوضأ (فحسن)؛ أي: مستحب (٤)، وقد يصلح للاستدلال له حديث أخرجه أحمد عن علي له أنه قال لمولاه قنبر: ائتني بكور من ماء فغسل كفيه ووجهه ثلاثا، وتمضمض ثلاثا، فأدخل بعض أصابعه في فيه … وقال: هكذا وضوء النبي ﷺ(٥).
(ثم يستنشق بأنفه الماء) ثم للترتيب فقط لا للتراخي؛ أي: أن
(١) أبو داود رقم (١٠٨). (٢) الاستذكار (١/ ١٣٧)، وانظر: سبل السلام للصنعاني والجمع بين الروايات في ذلك (١/ ٨٧ - ٨٩). (٣) رواه البخاري معلقا عن أبي هريرة (باب: سواك الرطب واليابس للصائم)، ووصله ابن الجارود (٦٣)، وابن خزيمة (١٤٠)، ومالك في الموطأ موقوفا عليه، قال ابن عبد البر: «هذا الحديث يدخل في المسند لاتصاله من غير ما وجه ولما يدل عليه اللفظ»، وصححه الحافظ في التلخيص، وحسنه في التغليق (٣/ ١٦٢)، وحسنه الطبراني في الأوسط. (٤) انظر: شرح الرسالة لأبي الحسن المسمى كفاية الطالب الرباني (١/ ١٨٣) في تخريج كلام المصنف رحم الله الجميع. (٥) أخرجه أحمد (١/ ١٥٨). وأورده الحافظ من طرق وهى بعضها وصحح بعضا. انظر: الدراية في تخريج أحاديث الهداية للحافظ ابن حجر (١/ ٥).