إلى المضغة إلى خلق العظام ثم كسوتها لحما، حتى إنشائه خلقا آخر قال جلت قدرته: ﴿ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأنه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين﴾ [المؤمنون: ١٢ - ١٤].
(وأبرزه إلى رفقه، وما يسره له من رزقه)، أبرزه أخرجه وأظهره من العدم إلى الوجود الغيبي، ثم إلى الوجود الظاهر المشاهد، فالله سبحانه خلق الإنسان من طين ثم خلق ذريته من ماء مهين، وفي كل مراحله رفق به سبحانه فصوره في أحسن صورة، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، ويسر له الرزق في جميع أطوار حياته الجنينية والخارجية، فعندما كان في بطن أمه جعل دم حيضها له غذاء، ولما أخرجه حوله بجميل صنعته له سقاء، عذبا باردا في الحر، ودافئا سائغا شتاء (وما يسره له من رزقه) و (ما) بمعنى الذي أي: والذي أعد له رزقه قبل خروجه إلى هذه الحياة، وقد جاء الدليل عليه من قوله تعالى: ﴿وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها﴾ [هود: ٦]، وعن عبد الله بن مسعود ﵁ قال: حدثنا رسول الله ﷺ وهو الصادق المصدوق قال: «إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله ملكا فيؤمر بأربع كلمات، ويقال له: اكتب عمله، ورزقه، وأجله، وشقي أو سعيد» رواه الشيخان (١).
= تفسيره (٣٠/ ٥٦)، وذكره السيوطي في جمع الجوامع (الحديث: ٥٩٨٦)، قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (١/ ١٥٥): هذا إسناد ضعيف ومطهر بن الهيثم ضعيف جدا. وقال البخاري: هو حديث لم يصح وذكر بإسناده عن موسى بن علي، عن أبيه أن أباه لم يسلم إلا في عهد أبي بكر الصديق؛ يعني: أنه لا صحبة له. ويشهد لهذا المعنى قول النبي ﷺ للذي قال له: ولدت امرأتي غلاما أسود قال: لعله نزعه عرق البخاري (٥٣٠٥). انظر: موسوعة الإعجاز العلمي خلق الإنسان في القرآن الكريم للدكتور زغلول راغب محمد النجار (٤/ ٣٨٩) بتصرف، ط: وزارة الأوقاف القطرية. (١) البخاري (٤/ ١٣٥) (٣٢٠٨)، ومسلم (٨/ ٤٤) (٦٨١٦).