للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والناس نيام، تدخلون الجنة بسلام) (١).

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم» (٢).

(والسلام)؛ أي: حقيقته (أن يقول الرجل: السلام عليكم) بصيغة الجمع كان المسلم عليه واحدا أو أكثر، لأن الواحد كالجماعة من حيث وجود الحفظة معه فعن عمران بن الحصين قال: جاء رجل إلى النبي فقال: السلام عليكم، فرد ، ثم جلس، فقال النبي : «عشر» ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فرد عليه، فجلس، فقال: «عشرون» ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه، فجلس، فقال: «ثلاثون» (٣). (ويقول الراد وعليكم السلام) بواو التشريك وتقديم الجار والمجرور (أو يقول: سلام عليكم) بتقديم السلام منكرا بغير واو وتأخير الجار والمجرور (كما قيل له) ظاهره تساويهما. والأحسن ما ذهب إليه ابن رشد فإنه قال: الاختيار أن يقول المبتدئ: السلام عليكم، ويقول الراد: وعليكم السلام. فعن أنس أو غيره أن رسول الله استأذن على سعد بن عبادة، فقال: «السلام عليكم ورحمة الله» فقال سعد: وعليك السلام ورحمة الله، ولم يسمع النبي ، حتى سلم ثلاثا، ورد عليه سعد ثلاثا، ولم يسمعه، فرجع، واتبعه سعد، فقال: يا رسول الله، بأبي أنت، ما سلمت تسليمة إلا وهي بأذني، ولقد رددت عليك، ولم أسمعك، أحببت أن أستكثر من سلامك، ومن البركة، ثم أدخله البيت، فقرب إليه زبيبا، فأكل منه نبي الله ، فلما فرغ قال: «أكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة،


(١) الترمذي (٢٤٨٥)، وابن ماجه (١٣٣٤).
(٢) مسلم (١٠٤) وفي (١٠٥)، وأبو داود (٥١٩٣).
(٣) البخاري في الأدب المفرد (٩٨٦)، وأبو داود (٥٢٠٨)، والترمذي (٢٧٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>