[المؤمنون: ٦٠] أهم الذين يزنون، ويسرقون، ويشربون الخمر؟ قال:«لا يا ابنة الصديق ولكنهم الذين يصلون، ويصومون، ويتصدقون»(١)، (ويتوب إليه من تضييعه) للفرائض لأنه من الكبائر لقوله تعالى: ﴿فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا﴾ [مريم: ٥٩، ٦٠]، ﴿فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون﴾ [الماعون: ٤، ٥] قال سعد بن أبي وقاص ﵁ سألت النبي ﷺ عن قول الله ﷿: ﴿الذين هم عن صلاتهم ساهون﴾ قال: «الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها»(٢)، (وليلجأ)؛ أي: يتضرع (إلى الله) تعالى (فيما عسر عليه من قيادة نفسه) إلى الطاعة لأنه ﷾ هو المسهل والميسر وقد كان النبي ﷺ من دعائه: «اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن سهلا … »(٣)، (و) يتضرع إليه في (محاولة أمره)؛ أي: فيما يشكل عليه في حاله حال كونه (موقنا)؛ أي: مصدقا، (أنه المالك لصلاح شأنه)؛ أي: حاله، (و) المالك (لتوفيقه وتسديده) هما بمعنى واحد وهو الاستقامة على الطاعة (لا يفارق ذلك)؛ أي: ما ذكر من اللجأ واليقين (على ما فيه)؛ أي: على أي حالة هو فيها (من حسن) وهو الطاعة (أو قبح) وهو المعصية ولا يمنعه الذنب من ذلك لقوله تعالى: ﴿إن الله يحب التوابين﴾ [البقرة: ٢٢٢] والتواب هو الذي كلما أذنب تاب، (ولا ييأس من رحمة الله) تعالى على ما هو عليه من المعصية، وقوله تعالى: ﴿قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم﴾ [الزمر: ٥٣].
(١) أخرجه أحمد (٢٥٧٠٥)، والترمذي (٣١٧٥)، والحاكم في المستدرك على الصحيحين، وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه (٢/ ٤٢٧)، (٣٤٨٦) ح. وصححه الألباني. (٢) رواه البزار وقال: هو وغيره من الحفاظ الصواب وقفه. انظر: مجمع الزوائد (١/ ٤٠٩) (١٨٢٣). (٣) ابن حبان في صحيحه (٤٢٧)، كما في موارد الظمآن، وابن السني (٣٥١)، وقال الحافظ: هذا حديث صحيح، وانظر: الأذكار للنووي (ص ١٠٦).