﴿وتوضع الموازين لوزن أعمال العباد فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون﴾ [المؤمنون: ١٠٢].
أي: تنصب الموازين لإظهار العدل، قال تعالى: ﴿ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين﴾ [الأنبياء: ٤٧]، ﴿والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون﴾ [الأعراف: ٨، ٩]، والموازين جمع ميزان، والميزان هو:«عبارة عن الآلة التي توزن بها أعمال العباد من خير أو شر، ويكون ذلك بعد الحساب، لأن الوزن للجزاء، فينبغي أن يكون بعد المحاسبة، فإن المحاسبة لتقرير الأعمال، والوزن لإظهار مقاديرها، ليكون الجزاء بحسبها، وهو ميزان حقيقي له لسان وكفتان، توزن به أعمال العباد»(١).
وعن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ قال:«كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده»(٢).
قال الحافظ ابن حجر: «قال أبو إسحاق الزجاج أجمع أهل السنة على الإيمان بالميزان، وأن أعمال العباد توزن يوم القيامة، وأن الميزان له لسان وكفتان ويميل بالأعمال، وأنكرت المعتزلة الميزان وقالوا: هو عبارة عن العدل فخالفوا الكتاب والسنة؛ لأن الله أخبر أنه يضع الموازين لوزن الأعمال، ليرى العباد أعمالهم ممثلة ليكونوا على أنفسهم شاهدين، وقال ابن فورك (٣).
(١) التذكرة للقرطبي (٣٧٣)، والنهاية لابن كثير (٢/ ٥٦). (٢) البخاري (٦٠٤٣، ٦٣٠٤، ٧١٢٤)، ومسلم في الذكر والدعاء والتوبة باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء رقم (٢٦٩٤). (٣) ابن فورك (٤٠٦ هـ): هو محمد بن الحسن بن فورك، أبو بكر من أهل أصبهان وأقام بالري وبالعراق. متكلم فقيه، أصولي، ولغوي، مشارك في أنواع من العلوم، مكثر =