وأما الآيات الكبرى فقد أخبر النبي ﷺ أنها إذا أذن الله تعالى بظهور واحدة منها تتابعت كحبات خرز انقطع سلكها، فقال ﷺ:«الآيات خرزات منظومات في سلك، فإن يقطع السلك يتبع بعضها»(٢) وثبت ذكرها في أحاديث صحيحة منها حديث حذيفة بن أسيد الغفاري ﵁ قال: اطلع النبي ﷺ علينا ونحن نتذاكر فقال: «ما تذاكرون؟». قالوا: نذكر الساعة، قال:«إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات، فذكر الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم ﵇، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم» رواه مسلم واللفظ له (٣).
وما يهم المؤمن بعد سرد هذه الآيات هو الإيمان بها، وكثرة اللجوء إلى الله ﷻ في حفظ إيمانه له وأن يجنبه مضلات الفتن، اللهم إنا نعوذ بك من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن آمين.
• قال المصنف رحمه الله تعالى:
(وأن الله يبعث من يموت، كما بدأهم يعودون).
(١) كما ذكر ذلك اليافعي في كتابه «مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان» في حوادث سنة أربع وخمسين وستمائة، وانظر: التذكرة للقرطبي (٧٤٥)، والبداية والنهاية لابن كثير (١٣/ ١٨٧). (٢) قال الألباني في «السلسلة الصحيحة» (٤/ ٣٦١): [أخرجه الحاكم (٤/ ٤٧٣ - ٤٧٤)، وأحمد (٢/ ٢١٩) من طريقين عن خالد بن الحويرث عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله ﷺ: فذكره. «قلت: إسناده ضعيف خالد بن الحويرث ليس بالمشهور»، قال ابن معين: «لا أعرفه وذكره ابن حبان في الثقات». لكن للحديث شاهد من رواية أنس بن مالك مرفوعا به إلا أنه قال: «الأمارات خرزات … ». أخرجه الحاكم (٤/ ٥٤٦) وقال: «صحيح على شرط مسلم». ووافقه الذهبي، وهو كما قالا]. (٣) أحمد (٤/ ٦) (١٦٢٤٠)، ومسلم (٨/ ١٧٨) (٧٣٨٨).