البعث والنشور: يجب الإيمان بالبعث والنشور، فما هو البعث؟
البعث هو إحياء المخلوقات بعد فنائها، للحساب والجزاء، من خير وشر. قال تعالى: ﴿ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى﴾ [النجم: ٣١].
وقال ابن حجر:«أصل البعث: إثارة الشيء وتحريكه عن سكون، والمراد به هنا إحياء الأموات وخروجهم من قبورهم ونحوها»(١).
وقد دل على البعث الكتاب والسنة والإجماع والعقل، قال تعالى: ﴿واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب * يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج * إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير * يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير * نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد﴾ [ق: ٤١ - ٤٥].
إن القرآن قرر إثبات البعث بأدلة منطقية سهلة، يفهمها أدنى من له مسكة عقل، فقد ضرب الأمثال بواقع يعيشه المخلوق يوميا، وبنى ذلك على أسس وبراهين تقطع الشك وتزيل الريب، فمن ذلك قوله تعالى: ﴿وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم﴾ [الروم: ٢٧].
ومن أعظم البراهين على إعادة الإنسان وإحيائه مرة أخرى هذا النوم الذي يسلط على الإنسان فيسلب منه شعوره وإدراكه، وإذا به جثة هامدة، ثم يأذن الله للروح فتعود مرة أخرى، وهو لا يدري كيف نام ولا كيف استيقظ، كآلة انقطع عنها التيار الكهربائي فانطفأت وعاد إليها فسرت فيها الحركة من جديد. قال تعالى: ﴿الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون﴾ [الزمر: ٤٢]. وقد كان النبي ﷺ من دعائه إذا