تعجلوا فسقط عنهم رمي الرابع، وإن شاؤوا أقاموا اليوم الرابع فيرمونه مع الناس. وأما أهل السقاية فيرمون كل يوم، وإنما يرخص لهم في ترك البيات بمنى لا في ترك الرمي نهارا فيبيتون بمكة ويرمون الجمار نهارا ويعودون لمكة كما في الطراز.
(فإذا زالت الشمس من كل يوم منها)؛ أي: من الأيام الثلاثة (رمى الجمرة الأولى التي تلي مسجد منى بسبع حصيات) بالشروط المتقدمة (يكبر مع كل حصاة ثم يرمي بعدها الجمرتين) فيبدأ بالوسطى ثم يختم بالثالثة وهي جمرة العقبة (كل جمرة بمثل ذلك؛ أي: بسبع حصيات مثل حصى الخذف ويكبر مع كل حصاة ويقف للدعاء بأثر الرمي في الجمرة الأولى) التي تلي مسجد منى بقدر المسرع في قراءة سورة البقرة، وهو زمن لا يقل عن نصف ساعة تقريبا فتأمل أحوالنا (و) في الجمرة (الثانية) وهي الوسطى، قال الأقفهسي: قوله: فإذا زالت يريد قبل الصلاة، فإن رمى قبل الزوال لم يجزه ويعيد بعد الزوال. كما إذا رمى جمرة العقبة قبل الفجر (ولا يقف) للدعاء عند جمرة العقبة، ولينصرف أمامه أي: سريعا عقب رميها من غير دعاء فعن سالم عن ابن عمر ا: «أنه كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات يكبر على إثر كل حصاة ثم يتقدم حتى يسهل (١)، فيقوم مستقبل القبلة فيقوم طويلا، ويدعو، ويرفع يديه ثم يرمي الوسطى، ثم يأخذ ذات الشمال، فيستهل ويقوم مستقبل القبلة، فيقوم طويلا ويدعو ويرفع يديه ويقوم طويلا، ثم يرمي جمرة ذات العقبة من بطن الوادي ولا يقف عندها ثم ينصرف فيقول هكذا رأيت النبي ﷺ يفعله» (٢).
(فإذا رمى في اليوم الثالث وهو رابع يوم النحر انصرف) من منى (إلى مكة) شرفها الله تعالى.
(١) فيسهل: بضم أوله وسكون المهملة؛ أي: يقصد السهل من الأرض وهو المكان المصطحب الذي لا ارتفاع فيه. (٢) البخاري (١٦٢٧) باب: إذا رمى الجمرتين يقوم ويسهل مستقبل القبلة.