المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم﴾ [النساء: ١٤٢]، وقوله: ﴿ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين﴾ [الأنفال: ٣٠]، وقوله: ﴿نسوا الله فنسيهم﴾ [التوبة: ٦٧]. فلا يطلق على الله سبحانه مخادع، وماكر، وناس، ومستهزئ، ولا يقال: الله يستهزئ، ويخادع، ويمكر وينسى على سبيل الإطلاق وإنما يجب ذكر ذلك مقيدا كما ورد في الذكر الحكيم (١).
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى: نسبة هذا الفعل له تعالى قالوا إنه: من باب المقابلة كقوله: ﴿ومكروا ومكر الله﴾ [آل عمران: ٥٤]، وقوله: ﴿إنما نحن مستهزءون الله يستهزئ بهم﴾ [البقرة: ١٤، ١٥]، وهو في اللغة، كقول القائل، لما سئل عن أي الطعام يريد، وهو عار يريد كسوة.
قالوا: اختر طعاما نجد لك طبخه … قلت اطبخوا لي جبة وقميصا. وقد اتفق السلف، أنه لا ينسب إلى الله تعالى على سبيل الإطلاق، ولا يجوز أن يشتق له منه اسم، وإنما يطلق في مقابل فعل العباد، لأنه في غير المقابلة فهو في غاية العلم والحكمة والقدرة، والكيد أصله المعالجة للشيء بقوة اهـ (٢).
واعلم أن من أسماء الله تعالى ما لا يطلق إلا مقترنا بمقابله، لأنه إن أطلق وحده أوهم نقصا فمن ذلك: المانع، الضار، القابض، المذل، الخافض، فلا تطلق إلا مقترنة بما يقابلها فيقال: القابض الباسط، المعز المذل، الضار النافع، الخافض الرافع.
ومن ذلك المنتقم، لم يأت في القرآن سوى المصدر مضافا إلى:(ذو) كقوله تعالى: ﴿إن الله عزيز ذو انتقام﴾ [إبراهيم: ٤٧]، أو مقيدا بالانتقام من المجرمين كقوله: ﴿إنا من المجرمين منتقمون﴾ [السجدة: ٢٢].
الضابط الثالث:
اسم الله الأعظم: لقد جاءت أحاديث صحيحة عن النبي ﷺ تشير أن الله تعالى اسما أعظم من بين أسمائه، من دعا به أعطي سؤله، ونال أمله،
(١) انظر: معارج القبول، والعقيدة في الله تعالى للأستاذ عمر الأشقر (٢٠٨). (٢) أضواء البيان للأمين (٩/ ١٤٦).