ومعاوية وابن الزبير والمهاجرين وعائشة وأسماء ابنتي أبي بكر (١)
(وإذا أراد دخول المسجد) الحرام (فمستحسن)؛ أي: مستحب (أن يدخل من باب بني شيبة) ويعرف الآن بباب السلام إلا أن باب السلام من الخارج وباب بني شيبة من داخل المسجد للخارج إلى الصفا والمروة، لما في حديث جابر ﷺ الطويل في صفة حجه ﵊:«أنه أناخ راحلته عند باب بني شيبة ودخل المسجد»(٢)، وعن ابن عباس- ﵄«أن رسول الله ﷺ لما قدم في عهد قريش دخل مكة من هذا الباب الأعظم»(٣) وقد أجمع العلماء على استحباب ذلك؛ ويستحب له أن يقول الدعاء المأثور عند دخوله كل مسجد «بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، اللهم افتح لي أبواب رحمتك، ويزيد ما أثر عنه ﷺ كما قال الشافعي في «مسنده»(٤): أخبرنا سعيد بن سالم عن ابن جريج: أن رسول الله ﷺ كان إذا رأى البيت رفع يديه وقال: اللهم زد هذا البيت تشريفا وتكريما وتعظيما ومهابة وبرا، وزد من شرفه ممن حجه واعتمره تشريفا وتكريما وتعظيما وبرا»، وروى بإسناده عن سعيد بن المسيب أنه كان حين ينظر إلى البيت يقول:«اللهم أنت السلام ومنك السلام حينا ربنا بالسلام»(٥) اه.
وبعد دخوله المسجد فليكن أول ما يقصده بعد نية الطواف الركن الأسود فإذا وصل إليه (يستلم) بمعنى يلمس (الحجر الأسود (٦) بفيه إن قدر) على
(١) المغني لابن قدامة (٥/ ٢١٣). (٢) مسلم (٢٩٤١). (٣) البيهقي (٥/ ١١٦). (٤) ترتيب مسند الشافعي (١/ ٣٣٩)، وشرح المسند للرافعي (٢/ ٣٤٢)، والحديث معضل، وقال البيهقي (٥/ ٧٣) (٨٩٩٥): هذا منقطع وله شاهد مرسل عن سفيان الثوري عن أبي سعيد الشامي عن مكحول قال النبي … الحديث، ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (٩/ ٨١) (٢٩٦٢٤) عن مكحول مرسلا. (٥) رواه البيهقي في السنن الكبرى (٥/ ٧٣) (٨٩٩٧). (٦) انظر: كتابنا العرف الناشر في شرح وأدلة فقه متن ابن عاشر (ص ٣٣٢)، ط: دار ابن حزم.