﴿ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء﴾ فيه الذم لمن لم يسجد؛ ونبه بقوله: أولها إلى قول الشافعي وأحمد أن فيها سجدتين أولها وآخرها. وقال يحيى بن يحيى يسجد في التي بآخرها، لأنه فيها ترغيب لساجدها (١) وهي قوله تعالى: ﴿وافعلوا الخير لعلكم تفلحون﴾ [الحج: ٧٧].
(و) سابعها: (في) سورة (الفرقان) عند قوله تعالى: ﴿أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا﴾ وفيه الدم لتاركه.
(و) ثامنها: (في) سورة (الهدهد) أي: النمل عند قوله تعالى: ﴿الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم﴾ وفيها توحيد الرب جل وعلا وإفراده بالعبادة.
(و) تاسعها: (في) سورة (﴿ألم تنزيل﴾) السجدة عند قوله تعالى: ﴿وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون﴾ فيه مدح لأهل القيام.
(و) عاشرها: (في) سورة (ص) عند قوله تعالى: ﴿فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب﴾ (وقيل) السجود فيها (عند قوله) تعالى: ﴿لزلفى وحسن مئاب﴾، والأول هو المشهور لأن قوله تعالى: ﴿فغفرنا له ذلك﴾ كالجزاء على السجود فكان بعد السجود فقدم السجود عليه.
(و) حادية عشرها: (في) سورة (حم تنزيل) وتسمى فصلت (عند قوله) تعالى: ﴿واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون﴾ هذا هو المشهور، لأنه موضع الأمر. وقيل: السجود فيها عند قوله تعالى: ﴿وهم لا يسئمون﴾، لأنه تمام الأول، ولمخالفته للكافر المتكبر بالسآمة؛ أي: المتكبر عن السجود مع ملله وضجره منه.
قال اللخمي: السجود يتضمن ثلاث معان: مدح من سجد، وذم من عاند وجحد، أو هما معا (٢).
(١) تنوير المقالة للتتائي (٢/ ٣٩٢). (٢) انظر تفصيل ذلك في: تنوير المقالة للتتائي (٢/ ٣٩٤).