(ثم) بعد قضاء ما فاته من الصلوات المنسية (أعاد ما)؛ أي: الصلاة الحاضرة التي (كان) أوقعها في وقته الضمير عائد على ما، وذكره باعتبار اللفظ، وسواء في ذلك الإمام والفذ والمأموم، فكل منهم مطالب على جهة الندب بأنه لو ذكر يسير الفوائت وهي خمس (١)، أو أربع بعد أن صلى الحاضرة وقد بقي وقتها أن يعيد الحاضرة بعد قضاء ما نسيه من يسير الفوائت، وقوله (مما صلى) بيان لما والضمير في (بعدها) عائد على المنسية. لحديث ابن عمر أن رسول الله ﷺ: قال: «من نسي صلاة فلم يذكرها إلا وهو مع الإمام فليصل مع الإمام، فإذا فرغ من صلاته فليعد الصلاة التي نسي ثم ليعد الصلاة التي صلى مع الإمام»(٢)، ولحديث أبي سلمة عن جابر بن عبد الله ﵄: أن عمر بن الخطاب جاء يوم الخندق بعدما غربت الشمس فجعل يسب كفار قريش قال: يا رسول الله ما كدت أصلي العصر، حتى كادت الشمس تغرب، قال النبي ﷺ:«والله ما صليتها» فقمنا إلى بطحان (٣)، فتوضأ للصلاة وتوضأنا لها، فصلى العصر بعد ما غربت الشمس، ثم صلى بعدها المغرب (٤)، وحديث أبي جمعة حبيب بن سباع (٥): صلى رسول الله ﷺ المغرب يوم الأحزاب فلما سلم قال: هل علم أحد منكم أني صليت العصر؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال:
(١) على ما شهره المازري، شرح التلقين (٢/ ٧٣٨). (٢) رواه مالك موقوفا على ابن عمر (٥٨٤)، والدارقطني (ص ١٦٢)، وصوب وقفه، والبيهقي (٢/ ٢٢١)، والطحاوي (ص ٢٧٠)، قال الهيثمي: رواه الطبراني في «الأوسط» ورجاله ثقات إلا أن شيخ الطبراني محمد بن هشام المستملي لم أجد من ذكره اه. وكذلك صوب وقفه الحافظ ابن حجر في التلخيص، وقال: والصحيح أنه من قول ابن عمر هكذا رواه مالك وغيره عن نافع. (٣) بطحان: بضم الباء وسكون الطاء، واد يجري بصحراء المدينة. (٤) رواه البخاري (٥٧١)، ومسلم (٦٣١). (٥) أبو جمعة الأنصاري أو الكناني، أو القاري، يقال: اسمه حبيب بن سباع، ويقال: جنبذ بن سبع، (سكن الشام ثم مصر) صحابي توفي بعد (٧٠ هـ) روى له: عخ (البخاري في خلق أفعال العباد).