شفعن له صلاته، وإن كان صلى إثماما لأربع كانتا ترغيما للشيطان» (١)، (وهو الذي يكثر ذلك منه)؛ أي: يعتريه الشك في زمن كثير (يشك كثيرا أن يكون سها ونقص)؛ أي: سها فنقص وفي رواية: (سها زاد أو نقص)(٢)، وتحته صورتان:
الأولى: يشك هل صليت أربعا أو خمسا.
والثانية: يشك هل صليت أربعا أو ثلاثا.
ولكن مفاد قوله فليله عنه، ولا إصلاح عليه لا يعقل إلا فيما إذا كان سها بنقص لا إن كان سها بزيادة.
وغاية الاعتذار عنه أن يقال: الإلهاء بحيث إنه لا يطالب بالسجود على جهة السنية فلا ينافي أنه يسجد ندبا.
وقوله:(ولا يوقن) تكرار مع قوله يشك، وكذا قوله:(فليسجد بعد السلام) تكرار مع قوله، ولكن عليه أن يسجد بعد السلام وقوله:(فقط) إشارة لمن يقول عليه الإصلاح.
(وإذا أيقن) المصلي (بالسهو سجد بعد إصلاح صلاته)؛ يعني: أن من أيقن بأنه ترك ما أفسد له ركعة؛ أي: أيقن بأنه سها عن سجدة أو ركوع وفات التدارك، كأن ذكر وهو في التشهد الأخير مثلا، فإنه يأتي بركعة مكان التي حصل فيها الفساد، ثم يسجد فإن كانت الركعة التي سها فيها إحدى الأولتين سجد قبل السلام، لأنه اجتمع عليه الزيادة والنقصان، أما الزيادة فهي الركعة التي ألغاها، والجلوس في غير محله. وأما النقصان فلترك السورة، لأنه إنما يأتي بالركعة متلبسة بالبناء؛ أي: بالفاتحة فقط، وإن كانت من الأخيرتين لم يكن معه إلا الزيادة خاصة فيسجد بعد السلام.
(وإن كثر ذلك) السهو (منه فهو يعتريه)؛ أي: يصيبه (كثيرا) مثل أن تكون عادته السهو أبدا عن الجلوس الأول، أو تكون عادته نسيان السجود
(١) ففي مسلم (٥٧١)، والنسائي (١٢٣٨). (٢) انظر: الرسالة، تحقيق: أبي الأجفان والهادي حمو (١٣١).