وأن الله سبحانه قد خلق الجنة فأعدها دار خلود لأوليائه، وأكرمهم فيها بالنظر إلى وجهه الكريم (١)، وهي التي أهبط منها آدم نبيه وخليفته إلى أرضه، بما (٢) سبق في سابق علمه.
وخلق النار فأعدها دار خلود لمن كفر به وألحد في آياته وكتبه ورسله، وجعلهم محجوبين عن رؤيته.
وأن الله ﵎ يجيء يوم القيامة والملك صفا صفا؛ لعرض الأمم وحسابها، وعقوبتها وثوابها، وتوضع الموازين لوزن أعمال العباد، فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون، ويؤتون صحائفهم بأعمالهم، فمن أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا، ومن أوتي كتابه وراء ظهره فأولئك يصلون سعيرا.
وأن الصراط حق، يجوزه العباد بقدر أعمالهم، فناجون متفاوتون في سرعة النجاة عليه من نار جهنم، وقوم أوبقتهم فيها أعمالهم. والإيمان بحوض رسول الله ﷺ، ترده أمته لا يظمأ من شرب منه، ويذاد عنه من بدل وغير.
وأن الإيمان قول باللسان، وإخلاص بالقلب، وعمل بالجوارح، يزيد بزيادة الأعمال، وينقص بنقصها (٣)، فيكون فيها النقص وبها الزيادة، ولا يكمل قول الإيمان إلا بالعمل، ولا قول وعمل إلا بنية (٤)، ولا قول وعمل ونية إلا بموافقة السنة.
وأنه لا يكفر أحد بذنب من أهل القبلة.
وأن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، وأرواح أهل السعادة باقية ناعمة إلى يوم يبعثون، وأرواح أهل الشقاوة (٥) معذبة إلى يوم الدين.
(١) سقط من نسخة لفظ: (الكريم). (٢) في نسخة: (لما). (٣) في نسخة: (بنقص الأعمال). (٤) في نسخة: (وأنه لا قول ولا عمل إلا بنية). (٥) في نسخة: (الشقاء).