للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والإيمان بالقدر خيره وشره، حلوه ومره، وكل ذلك قد قدره الله ربنا، ومقادير الأمور بيده، ومصدرها عن قضائه.

علم كل شيء قبل كونه، فجرى على قدره، لا يكون من عباده قول ولا عمل إلا وقد قضاه وسبق علمه به ﴿ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير﴾ [الملك: ١٤].

يضل من يشاء، فيخذله بعدله، ويهدي من يشاء فيوفقه بفضله، فكل ميسر بتيسيره، إلى ما سبق من علمه وقدره من شقي أو سعيد.

تعالى أن يكون في ملكه ما لا يريد، أو يكون لأحد عنه غنى، أو يكون خالق لشيء إلا هو (١) رب العباد، ورب أعمالهم، والمقدر لحركاتهم وآجالهم، الباعث الرسل إليهم لإقامة الحجة عليهم.

ثم ختم الرسالة والندارة والنبوة بمحمد نبيه (٢)، فجعله آخر المرسلين، بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، وأنزل عليه كتابه الحكيم، وشرح به دينه القويم، وهدى به الصراط المستقيم. وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من يموت، كما بدأهم يعودون.

وأن الله ضاعف لعباده المؤمنين الحسنات، وصفح لهم بالتوبة عن كبائر السيئات، وغفر لهم الصغائر باجتناب الكبائر، وجعل من لم يتب من الكبائر صائرا إلى مشيئته ﴿إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء﴾ [النساء: ٤٨].

ومن عاقبه الله بناره أخرجه منها بإيمانه، فأدخله به جنته ﴿فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره﴾ [الزلزلة: ٧]، ويخرج منها بشفاعة النبي (٣) من شفع له من أهل الكبائر من أمته.


(١) في نسخة: (إلا هو). الجملة كما في نسخة البابي الحلبي؛ وأما في نسخة دار الغرب، تحقيق: أبي الأجفان: (تعالى أن يكون خالق لشيء إلا هو رب العباد) (ص ٧٧).
(٢) في نسخة: (محمد ).
(٣) في نسخة: (محمد نبيه ).

<<  <  ج: ص:  >  >>