للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حمده، وتارة يضيف: «اللهم ربنا لك الحمد، ملء السموات، وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد» من حديث أبي سعيد الخدري (١).

(و) إذا رفعت رأسك من الركوع فإنك (تستوي قائما مطمئنا) أخذ منه شيئان: الطمأنينة وهي فرض (٢) وسيأتي الكلام عليها، والاعتدال وهو سنة عند ابن القاسم في سائر أركان الصلاة، وفرض عند أشهب، وصححه عبد الوهاب (٣)؛ والفرق بين الطمأنينة والاعتدال، أن الاعتدال نصب القامة، والطمأنينة استقرار الأعضاء زمنا ما لحديث المسيء صلاته وفيه … «ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تعدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، وافعل ذلك في صلاتك كلها» (٤)؛ (مترسلا) مرادف لمطمئنا، وقيل: معناه: متمهلا؛ أي: زيادة على الطمأنينة.

(ثم) بعد رفعك من الركوع (تهوي) بفتح التاء المثناة فوق؛ أي: تنزل إلى الأرض (ساجدا)؛ أي: ناويا السجود، فيكون سجودك من قيام لفعله كما في حديث أبي حميد الساعدي : «ثم هوى إلى الأرض ساجدا … » (٥)، والسجود فرض بلا خلاف لقوله تعالى: ﴿اركعوا واسجدوا﴾ [الحج: ٧٧]، ولقوله للمسيء صلاته: «ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا».

(ولا تجلس) في هويك (ثم تسجد) حتى يكون سجودك من جلوس


(١) من روايات متعددة في مسلم وأبي داود والنسائي وغيرهم. انظر: جامع الأصول لابن الأثير (٤/ ١٥٥).
(٢) الإشراف للقاضي (١/ ٢٤٥)، والمذهب (١/ ٢٥٨).
(٣) الإشراف (١/ ٢٤٥).
(٤) البخاري (٧٩٣)، ومسلم (٨٨٣).
(٥) الترمذي (٣٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>