(إن كنت وحدك) أو خلف إمام، (ولا يقولها الإمام) بل يقتصر على قول سمع الله لمن حمده، وقولها ثابت، ولو اقتصر عليها فما خالف وقد جاء في حديث أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ قال:«إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد … »(٢)، وقال ابن راشد القفصي:«ولا يقولها الإمام»، وقيل: يقولها كالمنفرد" (٣).
(ولا يقول المأموم سمع الله لمن حمده) فعن مطرف بن طريف بن الحارث عن عامر قال: «لا يقول القوم خلف الإمام سمع الله لمن حمده ولكن يقولون ربنا لك الحمد»(٤).
(ويقول اللهم ربنا ولك الحمد) والأصل في هذا التفصيل أنه قال: «إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، فإنه من وافق قوله قول الإمام غفر له ما تقدم من ذنبه»(٥)؛ أي: الصغائر، وأما الكبائر فلا يكفرها إلا التوبة أو عفو الله.
وفي رواية للبخاري ومسلم:«ربنا ولك الحمد» وهذا الحديث يقتضي أن الإمام لا يقول: ربنا ولك الحمد، وأن المأموم لا يقول: سمع الله لمن
(١) رواه البخاري (٧٥٦، ٧٦٢)، وأبو داود (٧٧٠)، قال العلامة عبد الحي اللكنوي في التعليق الممجد لموطأ الإمام محمد: قال الرافعي: روينا في حديث ابن عمر: ربنا لك الحمد بإسقاط الواو وبإثباتها والروايتان معا صحيحتان. انتهى. قلت: الرواية بإثبات الواو متفق عليها وأما بإسقاطها ففي صحيح أبي عوانة: وقال الأصمعي: سألت أبا عمرو بن العلاء عن الواو في: «ربنا ولك الحمد» فقال: زائدة. وقال النووي: يحتمل أنها عاطفة على محذوف؛ أي: أطعنا لك وحمدناك ولك الحمد. اه كذا في «تلخيص الحبير». (٢) مالك في الموطأ (١/ ٣٩٣)، والبخاري (٧٣٤)، ومسلم (٩٣٤). (٣) المذهب (١/ ٢٦١). (٤) رواه أبو داود (٨٤٩). (٥) الموطأ (١٩٧)، والبخاري (٧٦٣)، ومسلم (٤٠٩).