للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وينبشون عن أخطاء الأموات والأحياء، وينفخون فيها زعما منهم أنهم حملة الشرع وأهل التجريح والتعديل والدفع، لا كثر الله منهم.

واجتنب المحدثات في الدين من البدع واحذر أن تتلبس بها، فإن النبي حذرنا من ذلك فقال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد» (١). وعن جابر به أن رسول الله كان يقول في خطبة الجمعة: «أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة» (٢).

وقال : «إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته» (٣).

وذكر الشاطبي في الاعتصام أن ابن الماجشون قال: سمعت مالكا يقول: «من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة، فقد زعم أن محمدا خان الرسالة، لأن الله يقول: ﴿اليوم أكملت لكم دينكم﴾ [المائدة: ٣]، فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا» (٤).

قال أبو عثمان النيسابوري رحمه الله تعالى: «من أمر السنة على نفسه قولا وفعلا نطق بالحكمة، ومن أمر الهوى على نفسه قولا وفعلا نطق بالبدعة» (٥).

وقال سهل بن عبد الله التستري رحمه الله تعالى: «ما أحدث أحد في العلم شيئا إلا سئل عنه يوم القيامة، فإن وافق السنة سلم، وإلا فلا» (٦).

وقال ابن عبد البر: «أجمع أهل الفقه والآثار من جميع الأمصار أن


(١) رواه البخاري من حديث عن عائشة لا.
(٢) صحيح مسلم (٧٦٧).
(٣) قال المنذري: رواه الطبراني وإسناده حسن كما في الترغيب والترهيب (١/ ٦٥)،
وصححه الألباني في صحيح الترغيب (٥٢).
(٤) الاعتصام (١/ ٢٨).
(٥) حلية الأولياء لأبي نعيم (١٠/ ٢٤٤).
(٦) فتح الباري (١٣/ ٢٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>