فالشغل بالفقه والآثار مرتفع … بقاصد الله فوق الشمس والقمر
وكرر المصنف ما تقدم ليرتب عليه قوله:(وهم القدوة في تأويل ما تأولوه، واستخراج ما استنبطوه) وكما قال الإمام مالك في كلمته المشهورة عنه: «لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها»(١). (وإذا اختلفوا في الفروع والحوادث)؛ أي: النوازل (لم يخرج عن جماعتهم)؛ أي: الصحابة لأن إجماعهم حجة يجب إتباعه وتحرم مخالفته (والحمد لله الذي هدانا)؛ أي: وفقنا (ل) تأليف (هذا) الكتاب والاقتدار عليه (وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله) ثم بين أنه وفى بما شرطه في ديباجة كتابه فقال: (قال أبو محمد عبد الله بن أبي زيد: قد أتينا على ما شرطنا في أول كتابنا أن نأتي به في كتابنا هذا) من المسائل (مما ينتفع به إن شاء الله تعالى من رغب في تعليم ذلك من الصغار، ومن احتاج إليه من الكبار وفيه ما يؤدي)؛ أي: يبلغ (الجاهل إلى علم ما يعتقده من دينه) وهو ما ذكره في العقيدة ويعمل به من فرائضه كالطهارة والصوم والحج (و)(يفهم كثيرا من أصول الفقه وفنونه)؛ أي: فروعه (و) يفهم كثيرا (من السنن والرغائب والآداب) كما علمت ذلك كله ولله الحمد (وأنا أسأل الله ﷿)؛ أي: أطلب منه (أن ينفعنا وإياك بما علمنا ويعيننا وإياك على القيام بحقه فيما كلفنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد نبيه وعلى آله وصحبه) وأزواجه وذريته (وسلم تسليما كثيرا).
(١) انظر: تنقيح تحقيق أحاديث التعليق لابن عبد الهادي (٢/ ٤٢٣).