أمارات المؤمنين المتبعين لهم بإحسان الذين مدحهم الله جل بقوله: ﴿والذين جاءو من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان﴾ [الحشر: ١٠].
ويقول أيضا في تعليقه على الحديث المشار إليه:(لم يأمرهم بالإمساك عن ذكر محاسنهم وفضائلهم، إنما أمروا بالإمساك عن ذكر أفعالهم وما يفرط منهم في ثورة الغضب وعارض الموجدة)(١).
قال في الجوهرة:
وأول التشاجر الذي ورد … إن خضت فيه واجتنب داء الحسد
ولذا ينبغي على طلبة العلم والعلماء ألا يحدثوا العامة بما وقع بين الصحابة من الفتن، حتى لا يقع في قلوبهم شيء على أصحاب رسول الله ﷺ، لأنهم لا يعرفون مبدأ الخلاف، ولا حسن التراضي بينهم والإنصاف؛ وقد بوب الإمام البخاري ﵀: باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية ألا يفهموا، وقال علي ﵁: حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟ (٢).
قال الحافظ في «الفتح» تعليقا على ذلك وفيه دليل على أن المتشابه لا ينبغي أن يذكر عند العامة، ومثله قول ابن مسعود:(ما أنت محدثا قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة)(٣).
قال السيوطي في ألفية الأثر:
واجتنب المشكل كالصفات … ورخصا مع المشاجرات
قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله تعالى: يجب على المحدث في
(١) كتاب الإمامة والرد على الرافضة للأصبهاني (٣٤٥)، تحقيق: الدكتور علي بن محمد بن ناصر الفقيهي، الناشر: مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، الطبعة: الأولى، ١٤٠٧ هـ/ ١٩٨٧ م، وانظر: أصحاب رسول الله ومذاهب الناس فيهم (٣٦٠) عبد العزيز العجلان. (٢) أخرجه البخاري (ح ١٢٧). (٣) مقدمة مسلم (١٤)، باب: النهي عن الحديث بكل ما سمع.